للخروج من الأزمة الراهنة للبلاد, يجب علينا مواجهة الحقيقية التي نتجالها بمحض أرادتنا, وهي أننا أوكلنا القيادة الى أناس اغلبهم فاشلون, خذلوا البلاد والعباد, وأننا جميعاً مسؤلون عن هذه الجريمة, التي أرتكبت بحق العراق, وأن نعترف بأخطائنا أذا كنا جادين في تصحيح المسار, وأنقاذ البلاد من أوضاعها الكارثيه.
نحن لم ننسى أربعة عقود من الظلم والطغيان والدمار, التي عاشها العراقيون, في زمن البعث الصدامي, والتي رسخت عقليات دموية ودكتاتورية في رؤس بعض ساستنا. لقد عمت الفوضى بعد أنهيار النظام السابق, حيث أنتشر الأرهاب والفساد والرشوه والمحسوبية, والتي أسس لها النظام ووضع جذورها في المجتمع العراقي, فهل نعتبر هذا واقع ونكتفي, بالنظر اليه, واللطم على الخدود في أنتظار أحد من الخارج لينقذنا مما نحن فيه, ام نلملم ِشتاتنا, وأورقنا, لنضع الخطط المناسبة للأنقاذ أنفسنا.
أمثلة كثيرة للفشل بعد التغير, فالتجربة الليبية, مثال فهل نعتبرها أنموذجا, يقتدى به, فبعد الاطاحة بنظامها الدموي, عمت الفوضى في البلاد, وبدءت التصفيات العرقيه والمذهبية, وأنتشرت تجارة السلاح والرشوة, وغيرها, والعراق يسير بموازة تلك الثوراة الفاشلة, حيث حدث له ماحدث لتلك الدول, بسب بسيط هو عدم الأنصياع لنصائح المرجعية العليا وتولى قيادات فاشلة, الأمور في البلاد, والتي جرت البلاد الى ماوصل اليه اليوم, من تفشي الأرهاب والفساد وضعف الدولة في فرض هيبتها في الشارع, مما جعل المواطن يتنكر لها, ولايستجيب لكل قرارتها.
هناك تجارب حقيقية يمكن الاستفادة منها, حيث بعد كل تغير كل نظام لابد من حدوث بعض الثغرات , لكن لنأخذ (راوندا) مثالاً حيث قادت الحرب الأهلية الى مقتل أكثر من مليون شخص, وأستشرى الفساد فيها بشكل مخيف, ولكن اليوم ينظر اليها المجتمع الدولي بعين الأحترام والتقدير, بعد أن نهضت من محنتها وكبوتها, واعطت القيادة الى أناس بقدرون مصالح شعبهم.
القضية لاتحتاج من أبناء الشعب العراقي, سوى التجرد من الأهواء والتحزب والأنحياز للعراق فقط, فالتجارب الناجحة في العالم, هي الخيار الأمثل رغم صعوبتها ومرارتها,والتزام بتوجيهات المرجعية, التي هي صمام الأمان للعراقيين, والمنقذ لهم من محنتهم في حالة تجردوا من حالة التحزب والطائفية, وأنحازوا للعراق.
https://telegram.me/buratha