من تتبع مسار التأريخ بروح موضوعية متجردة من كل هوى، وبعقل نير متفتح بعيدا عن التعصب لمذهب أو لفئة من المسلمين منذ انتقال رسول الإنسانية والرحمة ص إلى بارئه العظيم وقرأ كتب المنصفين من المؤرخين الذين لم يدنسوا كتاباتهم بأموال الحكام التي كانوا يغدقونها على ضعاف النفوس من المتهافتين على أعتابهم . وتفحص سيرة هؤلاء الحكام الذين حكموا أمتنا الإسلامية باسثناءات لاتكاد تذكر لأصيب بالفزع والذهول من انحرافاتهم الخطيرة ، وجرائمهم المنكرة، وأفعالهم المحرمة . وما ألصقوا بتلك الشريعة المحمدية الغراء من تحريفات ماأنزل الله بها من سلطان ،وتشيب لها الولدان ، بشرائهم لذمم كتاب الزور من خدم سلاطين المال والخمور والجواري والغلمان والقصور التي كان يُمارس فيها كل فعل محرم، وفحش جاهلي يهتز له عرش الرحمن غضبا.كل ذلك كان باسم الإسلام والإسلام منهم ومن سلوكهم براء براءة الذئب من دم يوسف إلى يوم يبعثون،والنتيجة التي يستخلصها الباحث الحصيف إن أولئك الحكام الأشقياء قد تجنواعلى نبي الإسلام أكثر مما تجنى عليه أبو لهب وأبو جهل والمنافقين والفجار وعتاة قريش من الذين تآمروا على رسول الإنسانية والرحمة ص لقتله والقضاء على رسالة الرحمة التي حملها في دمه وضميره النقي وصدره الغامر بالتقوى وحب الإنسانية ليبلغها لأمم الأرض بأمر من الله جلت قدرته. فبذلوا كل مافي وسعهم لإطفاء تلك الشعلة المقدسة ، وإعادة الأمة إلى عهود الجاهلية الجهلاء بعد أن قال الله في محكم كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم :
(إِنٌما الْمُؤْمِنونٌ أُخْوًةُ فَأَصْلِحوْا بيْن أخويْكُمْ واتًقوا اللهً لعلٌكُمْ تُرْحَموْنْ )الحجرات -10.
والحقيقة لابد تبقى ناصعة مهما تراكم عليها الزيف عبر الزمن.
واليوم من حق كل مسلم حر شريف رأى ويرى في الإسلام المحمدي النقي إنقاذا للأمة الإسلامية بعد أن تقاذفتها الأهواء والفتن والضلالات أن يستنكر ويستهجن ما تقوم به هذه النخب السلطوية الجائرة الشقية ، والأسر الوراثية الفاسدة الظالمة المتسلطة على رقاب العباد والمتكونة من ملوك ومشايخ وأمراء مصونين غير مسؤولين يدعون زورا وكذبا بأنهم حماة الدين،وإنهم ظل الله في ألأرض، وإن الملوك والأمراء قد كتب لهم الملك في الزبور والتوراة والإنجيل والقرآن ولن يتخلوا عنه هم وأولادهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم إلى يوم يبعثون كما بصور وعاظهم في فضائساتهم. ويسومون العباد تسترا خلف هذا الدين الحنيف ظلما وعدوانا فيرتكب أسيادهم أشد أنواع الخسف والظلم والتمييز والجور.
يقطعون رؤوس العلماء ظلما وعدوانا، ويبنون السجون المظلمة لمعارضيهم من أصحاب الضمير، ويمارس جلاوزتهم أبشع أنواع التعذيب بحقهم ، ويحتكرون كل مقدرات الدولة لصالحهم وصالح أسرهم وأبنائهم وأقربائهم ، ويحولون الأوطان إلى ضيعة لهم حتى إذا ركب أحدهم الطائرة الخاصة للسياحة في بلاد العم سام حجزت الفنادق الضخمة بأكملها، وأرسل المئات من الخدم والعبيد والأعوان قبله للقيام بخدمته. وتهيئة كل مايطلبه ويتمناه من أكلات شهية يحضرها لهم أمهر الطباخين في العالم ولا يراها المواطن العادي مرة واحدة في حياته.هؤلاء الحكام البغاة في هذا العصرهم امتداد لأولئك الحكام الغابرين المقبورين الذين لاأشبع الله لهم بطنا ولعنهم الله والملائكة والناس والتأريخ . إنهم امتداد لذلك الحكم العضوض الغابر إن لم يكونوا أشد منهم بذخا للمال الحرام، وأكثر ظلما وفسادا وقسوة على معارضيهم . فهم لم يرحموا أحدا من المسلمين حين يقول لهم كفاكم ظلما واستهتارا وغطرسة واستعبادا للناس. لقد طفح الكيل ، وانتشرت عفونتكم وفسادكم وعهركم في كل أنحاء الأرض ، وهرمتم ولم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا بعد أن غرقتم في الموبقات طوال هذه السنين ،وأنتم تدعون بأنكم ملوك وأمراء هذه الأمة بأمر من الله فكيف يمكن أن تكونوا دعاة صلح وإصلاح كما تدعي أبواقكم وأجهزة دعايتكم الضخمة الكاذبة الخادعه التي تصرفون عليها مليارات الدولارات من دم وعرق الفقراء وجهدهم وقوتهم اليومي؟ وإذا كان رب الدار سمسارا مخاتلا، يستعبد الناس ولا يفعل مايقول من كلام منمق معسول للاستهلاك الداخلي والخارجي بعد أن أزكم فساده الأنوف ،وسخر الدين للوصول إلى غاياته الشخصية الدنيئة الوضيعة ، وبذر أموال الأمة لإفساد ضمائر الناس ليكونوا راقصين في حلبته ،ويلقبوه بألقاب ماأنزل الله بها من سلطان تطربه ويعمل بالضد من كل هدف نبيل ،ورحمة كبرى جاء بها القرآن كتاب الله وبشر بها نبي الرحمة ص ،
https://telegram.me/buratha