المقالات

بالحوار يمكن تجاوزها المنطقة لا تتحمل حروباً جديدة

1280 17:38:00 2007-10-06

( بقلم : علي حسين علي )

تتدافع التوترات في العلاقات الايرانية ـ الامريكية، وتنذر الحال بحرب او بهجوم امريكي على المنشآت الحيوية في ايران.. وتذهب بعض وسائل الاعلام الغربية والبريطانية منها تحديداً الى ان خطط الهجوم قد تم وضعها ولم يتبق إلاّ تحديد ساعة الصفر. وفي العديد من تصريحات المسؤولين الامريكيين يشعر المراقب السياسي بأن الغموض التي يكتنفها انما يشير الى الحرب واقعة لا محالة. ومن جانبها، فان ايران تبدو على استعداد لمواجهة أي هجوم امريكي، وقد عبرت من خلال استعراض صواريخها الحديثة ـ بعيدة المدى ـ او من مناوراتها العسكرية في البحر وعلى الارض بأنها في حال التهيؤ لتلقي الضربة الاولى، مع اشارات بعض المسؤولين فيها الى ان المصالح الامريكية في المنطقة ستكون هدفاً لضرباتها الثأرية. في هذا الجو المشحون بالتوتر، يبدو الغرب منقسماً بين مؤيد لأمريكا في تنفيذ هجوماً جوياً على ايران، وبين محذر من مغبة هذا الهجوم على المنطقة ككل وعلى السلام العالمي ايضاً.

ومما يبدو، حسب وكالات الأنباء، وتقارير عسكرية تسربت من واشنطن وطهران بأن واشنطن تتجه نحو التصعيد، في حين تبدي طهران موقفاً غير مكترث للحملة الاعلامية والنفسية الموجهة ضدها.. لكن ما يراه المراقبون والمحللون السياسيون هو ان الوضع يتجه نحو الصدام مع ان فرص التراجع ما زالت قائمة. وما يهمنا في الأمر هو ان الحرب لو وقعت فأنها لن تكون محصورة بين الطرفين وان نيرانها ستصيب الكثير من بلدان المنطقة، وان العراق لن يكون خارجها، بل سيكون المتضرر الاول في حال وقوعها، ولا يتصور احد في المنطقة بأنه بمنأى من حرائقها. ولهذا فإننا ندعو الى تجنب الحرب، وحل المشاكل بالحوار ولا نظن ان مشكلة مهما كبرت لا تجد العقول لها حلاً.

ان ما هو مخيف حقاً ان العراق سيكون وسط ساحة المعركة، فايران لها حدود معه تمتد لمئات الكيلومترات وقوات المتعددة الجنسية ستكون حتماً هدفاً للقوات الايرانية في حال تعرض الأخيرة الى هجوم، وهذه حقيقة، لا يمكن القفز فوقها. ولهذا سيكون العراق مرغماً على ان تتم تصفية الحسابات فعلاً وليس قولاً على أرضه، مع انه ليس طرفاً فيها، بل انه الرافض والكاره الاول لها، فايران دولة مسلمة وصديقة ولها مصالح وعلاقات ثقافية وتاريخية مع العراق واكثر من مليار مسلم في العالم، وحين تتعرض الى هجوم فإن المنطقة برمتها ستكون في حال لا يمكن تصورها.. أضف الى ذلك فإن المنطقة وخلال الثلاثين سنة الماضية كانت عرضة للحروب فمن حرب صدام الطاغية عام 1980 على الجارة المسلمة ايران الى غزوه للكويت عام 1991، واخيراً الحرب على صدام عام 2003، فكل تلك الحروب لم تجلب الى المنطقة وأهلها غير الويلات والمآسي، فضلاً عن الخراب والتدمير وتحويل الانفاق باتجاه التسليح بدلاً من استغلال ثروات المنطقة للبناء والأعمار.

 ان خطر الحرب يقلق الجميع، واذا كان من السهل شن حرب، فإن من الصعب جداً ايقافها في وقت محدد، وتجارب الحروب الثلاثة ينبغي ان يعتبر بها صناع القرار وزعماء الدول، وعلى أساس تلمسنا لمخاطر الحروب منذ اكثر من ثلاثة عقود فينبغي تجنبها بأي ثمن. وكما قلنا ان توسيع الحوار وتفعيله وتقدير عواقب النزاعات المسلحة يجب ان تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فالحرب لن تكون نزهة، ولن ينتصر فيها احد بصورة مطلقة، واذا ما كان في الزمان البعيد تشن الحرب ليفرض السلام، فإن هذا الزمان يختلف تماماًً، فالحروب تلد حروباً، وكوارث، ولن تخلف أي حرب في عالمنا المعاصر سلاماً او استقراراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك