المقالات

اختراق إستقلالية المفوضية العليا للانتخابات اطاحة للديمقراطية

1461 17:53:00 2007-10-06

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

بالرغم من كل المؤاخذات التي سجلت في السابق على اداء المفوضية العليا للانتخابات الا ان الانصاف يفرض حتمية الاشارة الى دورها الاساسي والفعال في ادارتها لاول انتخابات تشريعية انتقالية وصفها المراقبون آنذاك بانها فاقت التوقعات لجهة الشفافية والتنظيم والمشاركة والاستقلالية والنزاهة والتمسك بالتشريعات القانونية والاعلانية التي شكلت لدى الشارع العراقي ظاهرة لم يألفها من قبل وكذلك معظم ان لم نقل كل دول المنطقة.

وبنفس الآليات والحرص والشفافية نجحت المفوضية نجاحاً كبيراً في ادارتها لملف التصويت على الدستور العراقي رغم كل المحاولات والضغوطات التي تعرضت لها او تلك التي مورست ضدها، الا ان في كلا الحالتين الاولى الخاصة باول انتخابات تشريعية والثانية المتعلقة بمسألة الدستور والتصويت عليه جاءت نتائجها متقاربة مع نتائج العديد من الاستبيانات والقراءات الميدانية والسياسية ذات العلاقة بالممارستين.

وقد برز دور المفوضية العليا للانتخابات بشكل لافت مع حلول الاستحقاق الثالث والمتمثل بخوض الانتخابات الدستورية للمرحلة الدائمية بعد ان انجزت العملية السياسية استحقاقات المرحلة الانتقالية لتجد نفسها أمام الاستحقاق الدستوري الكبير والمتمثل بخوض الانتخابات التشريعية للمرحلة الدائمية، وقد رأى المراقبون وقتذاك ان المفوضية قد وضعت امام اختبار حقيقي وهي ستمسك بواحد من الملفات المعقدة خصوصاً بعد ان ابدت قوى سياسية ومكونات اجتماعية استعداداً نشطاً لخوض غمار العملية الانتخابية لتحقيق ما فاتها في العملية الانتخابية الاولى بسبب قراراتها التي ابتعدت بسببها عن تلك العملية وتمخضاتها.

ان الزخم الكبير والجهد المكثف الذي بذلته جميع القوى والاحزاب والتيارات بالرغم من انه اعطى نكهة دستورية فريدة في ذوقها وشكلها وحجمها الا انه كشف بنفس الوقت عن حجم المهمة التي اضطلعت بها المفوضية العليا السابقة الامر الذي اكسبها احترام المؤسسات الدولية المماثلة والمراقبين الدوليين والأهم، منظمة الأمم المتحدة وامينها العام السابق السيد كوفي عنان.

وبالرغم من الطعون والإشكالات التي كنا قد سجلناها على المفوضية وقتذآك الا ان الاداء الاجمالي لتلك المؤسسة كان اكثر من جيد استناداً الى شكل التجربة ذاتها والاوضاع الامنية التي كانت وما زالت سائدة في البلاد واظهار المفوضية قدرة فائقة في تعاملها مع الطعون كل حسب الحالة الخاصة بها ومن ثم الشفافية التي رافقت الاعلان عن النتائج مع احتفاظنا الكامل بالتحفظات التي اشرنا اليها في حينه.

الآن وبعد ان استطاع العراق خوض ثلاث تجارب دستورية عدا الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات فان ذلك يلقي على المفوضية العليا الجديدة مسؤولية وطنية وتاريخية اكبر لجهة تحقيق استقلاليتها باعتبار ان الاستقلالية هي الضامن الوحيد لخوض عملية انتخابية مستقبلية نزيهة ونظيفة خالية من الاختراقات وضامنة للنتائج، لكن ما يرد الينا من معلومات حول هذه الموضوعة يجعلنا متوجسين خيفة من احتمال اختراق استقلالية المفوضية بمكائن بلدوزرية معروفة باتجهاهاتها السياسية الفاقعة بلحاظ ان المفوضية ذاتها وحسب المعلومات المشار اليها كانت قد تقدمت الى القوى والاحزاب بطلب تقديم اسماء مرشحيها لشغل بعض المواقع الرقابية والوظيفية وهذا ما يشكل مخالفة لاستقلالية المفوضية وارباكاً لجهة تحقيق الشفافية التي هي اساس نجاح عمل المفوضية من جهة والعملية السياسية على وجه التحديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نور سلمان العلي
2007-10-10
بوركت قولة الحق في هذه الكلمات في حق مفوضية الانتخابات الاولى المنتهية مهماتها بانتخابات مجلس النواب الحالي. ولن ننسى اسماء د. عبد الحسين الهنداوي ود. فريد ايار وغيرهم الذين قادوالقد كانت تجربة فريدة ندعو من الله ان يستفيد منها مسؤولو المفوضية الجدد الذين اختارتهم الاحزاب بدل من الامم المتحدة. وها هي الاتهامات تتابع عليهم رغم انهم لم يقوموا بأي شيء سوى سفرات وزيارات غير مجدية. ولقد كان سماحة الشيخ جلال الصغير سباقا الى التحذير من اخطار الخروقات والصراعات بينهم على مستقبل والعملية الديمقر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك