المقالات

الإمام السيستاني .. راعي القضية العراقية

1270 15:36:00 2007-10-06

( بقلم : عامر العامري )

حقيقة من الإنصاف إن نمتلك الجرأة الكافية التي تضع النقاط على الحروف ونستبعد كل إشكال الاحتياط والتي يتجاوزها البعض لأسباب قد تعرضه للمخاطر،البابا عند المسيح رجل مقدس لمجرد انه يخرج سنويا ويلقي كلمة أو يدعو إلى السلام عند حدوث طارئ بين دولتين كذلك نجد أن مؤسسي الدول التي تسير على نظرياتهم هم مقدسين لدى شعوبهم ولهذا لا نجد ضيرا عندما نطالب بحصانه دستورية وقدسية لمرجعيتنا الدينية ونعتبرها قيادة تمتلك من التوفيق والسداد ما يقدرها على أن تحفظ دم الإنسان كأن من يكون وتدافع عن حقوقه وضمان حرياته.

ما قدمه سماحة المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى الإمام علي الحسيني السيستاني - دام ظله الوارث- لم يكن هو الأول فيما قام فيه وليس الأخر بالتأكيد فالعراقيين مدانين للخط المرجعي في كل عهد وفي كل زمان فالسيد الشيرازي مقترن اسمه مع ثورة العشرين وشيخ الشريعة بالمجلس التأسيسي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بالقضية الوطنية على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والإمام الحكيم حفظ الدين الحنيف من المد الأحمر والانحراف الفكري والسيد أبا القاسم الخوئي صراع مع الطاغية وفي هذا العهد لم يختصر الإمام السيستاني على مورد واحد أو قضية معينة فانه قارع النظام الفاشي وحفظ الحوزة العلمية من الدمار وتبنى منذ سقوط الطاغية قضية الشعب العراقي بجميع طوائفه ولهذا يمكن أن نصف بمؤسس الدولة العراقية الجديدة أو مرسي قواعد العراق الجديد منذ الوهلة الأولى ودخول القوات متعددة الجنسيات البلد نجد فتاوى تحريم المال العام وحفظ نفوس الأبرياء وغيرها ثم وضع الخطوط الأساسية للدولة على أساس أسلامي متين أمثال الديمقراطية والانتخابات والبرلمان وحكومة الوطنية وبذلك حطم كل الأفكار التي تغرد خارج السرب العراقي المخلص راعيا للمسيرة خطوة بخطوة إذ باب مكتبه – البراني- أصبح محط رحال الساسة العراقيين ومنطلق التخطيط والرعاية للقضية العراقية برمتها لم يختصر على الخطوط العريضة للقضية السياسية أنما متابع لكل الجزيئات وبذلك أغلق باب إمام المطالبين بفصل الدين عن السياسة عندما أشعرهم أن لا بناء لدولة قوية في العراق ألا بوجود الإسناد القوي من المرجع الديني وإلا فان السياسة لا يمكنها أن تخطو خطوة بدون تشريع مقدس.

الإمام السيستاني لم يكن جورج واشنطن ولا مصطفى كمال أتاتورك حيث أنهما أسسا لوجود غيرا فيه نمط حياة شعوبهم حسب نظريات مصيرها الاندثار ولكن ما أسس على أبا محمد رضا لم يكن وضعيا إنما امتداد لما وضع أساسه الأنبياء والأولياء ممهدا لدولة العدل الإلهي ومن يسير على منهجه هو الأصلح ولو خير شخص بين منهجين فالإثبات والإصرار على منهجه قد يكون في النتيجة النهائية مكسب حقيقي ونجاح باهر لمن يختاره وتنعكس الصورة الحقيقة بشكل جلي على السائرين على خطاه حيث نجد الاستهداف لوكلائه ومعتمدي والمطاولة والتسقيط لكل تيار يدين له بالولاء والنصرة لذا بات منهج الإمام السيستاني مفترق الطرق لمن يريد بناء العراق أو من يسعى لدماره لأجل مصالحه ولغاياته.

زيارة الوفود الكردية والسنية ناهيك عن الشيعية لمكتبه ولقاءه إياه لعرض برامجهم المستقبلية يدل على حقيقة مفادها أن لا يمكن تحقيق هدف معين أو أطلاق برنامج سياسي في العراق الجديد ما لم يحظى بموافقة سماحته وإبداء رأيه فيه والدليل ليس كسب رضا شخص معين بقدر ما هو تفسير وتبيان لذلك البرنامج فقد بات الإمام السيستاني الشخص الناظر الأوحد في حقائق الأمور وبيده مفاتيح العملية السياسية في العراق وما هذه ألا توفيق من الله يؤتى لمن صفا سريرته إلى بارئه وسعى مخلصا إلى ربه. نستنتج أن العراق بدون الإمام السيستاني ومن يسير على نهجه وينتهج بفكره لا يمكنه تأسيس لأساس صحيح بعيد عن الخطأ فاللبنة الأولى التي وضعها المرجع الديني في النجف الاشرف هي حجر الأساس للعراق الجديد والعملية السياسية فيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك