الاستقراء الواقعي، لما مرت به الساحة الوطنية، بعد سقوط نظام البعث في العراق، واستذكار جميع الأحداث التي مرّت بتلك الفترة، وما لحق بها بعد ذلك، والوقوف على بعض المصاديق والشواهد، يعطي الصورة المكتملة والواضحة، عن المخطط الإقليمي والدولي، لإثارة نوازع الفتنة الطائفية.
اختلاف المكونات مع بعضها، على أسس عرقية ودينية، والعزف على الوتر الطائفي، مشروع ممنهج ومدروس لإذكاء الصراع الداخلي، وصولاً للمواجهات المسلحة، بين فئات المجتمع العراقي، هدف تروم تحقيقه غالبية الأنظمة العربية في المنطقة، لخلق أزمات وإرهصات وافتعال أسباب للتصادم، من خلال بعض الأعمال المرفوضة، والتي مورست لعقد من الزمن، فجاءت لخلط الأوراق وتحقيق المكاسب، لهذا الطرف أو ذاك.
في ظل تقدم قواتنا الأمنية والحشد الشعبي، والإنتصارات المتلاحقة التي سطرتها سواعدهم في سوح الجهاد، بمواجهة الإرهاب التكفيري، والتقدم باتجاه القضاء على هذه الجماعات الضالة، تتحرك بعض العناصر المشبوهه، للقيام باعمال هنا وهناك، بغية ارباك الأوضاع العامة، والتخفيف عن كاهل الدواعش، بعد الهزائم النكراء التي منيت بها هذه الفلول الإرهابية.
إستهداف المساجد محاولة إرجاع السينارو، والعودة لمربع العنف والإقتتال الطائفي، والعمل على إشعال فتيل الحرب الأهلية وقرع طبولها، فهنا تكمن النوايا الخبيثة، الساعية لبث الروح العدائية بين المجتمع، والتي يرقص على أنغامها طرباً، بعضهم ممن قضى وطراً من الحكم، اقترنت سنينه بالفساد والسرقة، أبان عقد من التفرد والدكتاتورية.
يبدو أن أعداء السلام ودعاة الفتنة، قد توحدت رؤاهم، في ارباك حالة الإستقرار بالعراق، والتلاقح الفكري والمشتركات بينهم، جعلتهم يوجهون سهام غدرهم، لجميع أبناء هذا الوطن، مستخدمين كل الوسائل لإذكاء الفتنة في البلد، وما حالات الخطف والقتل، واستهداف دور العبادة كتفجير المساجد، إلا أحد مصاديق هذه الهجمة الشرسة، التي تريد النيل من أمن البلاد وسلامة العباد.
https://telegram.me/buratha