عندما نستعرض تاريخ العراق، وأغلبيته السكانية بالتحديد، نقف عند محطات تاريخية، تركت آثرها على مجمل الحياة في هذا البلد، حزب الدعوة الحالي، غير الذي تشكل بمباركة المرجعية الدينية في حينها، وكان عماده الشهداء السادة محمد باقر الصدر ومحمد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم، اضافة للشيخ طالب الرفيعي.
بريطانيا التي هزمت على يد علماء الدين في ثورة العشرين، استشعرت خطر ولوج العلماء في العمل السياسي على مصالحها، لذا جندت أدواتها لغرض إفشال هذا الحزب، عن طريقين الأول، انشقاق بعض أعضاء حزب التحرير الاخواني من الشيعة، تمهيدا لضمهم لحزب الدعوة، ودس عدد من عناصرهم في هذا الحزب، الآمر الذي استشعرته المرجعية، وأمرت رجال الدين بالانسحاب من هذا الحزب، حيث انسحب الشهيد الصدر ونجلي الإمام الحكيم، وحرم الشهيد الصدر انتماء رجال الدين للحزب.
بعد أن فقد الحزب شرعيته، عمل على التشويش على انسحاب الشهيد الصدر من الحزب، وإطلاق إشاعات وأكاذيب للتعمية على هذا الانسحاب، مستغلين استمرار الشهيد الصدر في التصدي لمواجهة النظام، بصفته المرجعية، لغرض أداء الدور الموكل له في جذب الشباب المسلم، ومنع تحولهم إلى جهات أسلامية سياسية أخرى، تعارض البعث بشكل حقيقي، وغير مسيطر عليها.
أن الشهيد الصدر؛ عندما أعلن الجهاد المسلح ضد النظام، شكل حركة المجاهدين بقيادة السيد عبدالعزيز الحكيم، الذي لم ينتمي لحزب الدعوة، لكن كان متصدي مع أشقائه إلى جانب الشهيد الصدر لمواجهة النظام، حزب الدعوة في حينها كان ناشط في الساحة لبث الدعايات والإشاعات ضد المرجعية، واختلاق خلافات وهمية بين المرجع الأعلى والشهيد الصدر، الذي عبر عن امتعاضه ورفضه لهكذا إشاعات، معروفة الأهداف، إضافة لقيام أعضاء هذا الحزب بالتجسس على الحركات الأخرى، وإخبار أجهزة الدولة عن نشطاء هذه الحركات، والإعدامات التي حصلت في بداية الثمانينات، كانت لملاكات حركة المجاهدين والعمل الإسلامي، لكن لغرض الدعاية لحزب الدعوة، كان كل من يعدم ينسب للدعوة، وكل عملية جهادية تنسب لهذا الحزب من قبل أجهزة النظام الإعلامية.
انتقل هذا الحزب لأداء دوره التخريبي خارج العراق، من خلال التجسس على المعارضين في الجمهورية الإسلامية، وخلق الفتن لإشغال المعارضة عن أي عمل مؤثر ضد نظام البعث،
اغلب المجاهدين يتذكرون الأحداث التي حصلت في إيران، عندما تم الاتفاق على إعلان المجلس الأعلى لتوحيد قوى المعارضة، وكيف عمل حزب الدعوة بكل الوسائل لمنع هذا الوليد الذي كان شكل آمل الأمة في الخلاص، خاصة وان المجلس الأعلى حظي بدعم وترحيب الإمام الخميني، ووصل الحال إلى حصول حالات اغتيال لمؤيدي تشكيل المجلس الأعلى في قم، إضافة إلى أن معظم عمليات حركة المجاهدين في داخل العراق، كانت تكتشف من قبل النظام بعد وصول أعضاء حزب الدعوة إلى إيران، والى معسكرات المعارضة على الحدود العراقية الإيرانية، بعد أن ثبت المجلس الأعلى وتمكن من الوقوف على رجليه، وبدأ تشكيل فيلق بدر، يئست بريطانيا والبعث من إمكانية إيقاف عجلت تشكل المجلس الأعلى، تم الإيعاز للدعاة بالهجرة إلى أوربا، لممارسة دور المعطل والمعرقل، لتوحيد جهود المعارضة بكل فصائلها، وبمختلف توجهاتها الفكرية، ليصل الحال إلى إفشال معظم مؤتمرات المعارضة العراقية بالخارج، حيث كانت المعارضة، تختلف على مكان عقد أي مؤتمر، لا بل وصل الاختلاف إلى الجناح الذي يعقد فيه الاجتماع بالفندق الذي يعد العقد الاجتماع، هذا وللحديث صلة.
https://telegram.me/buratha