مصابيح الخسران والخيبة، وطئت أرض النزاهة، وراية الإسستسلام رفرفرت فوق مصاديق الإبداع، فقد رفعت الإعلام، وجفت الصحف، وأصبح الحرف سيفاً، بين العهد القديم والجديد، وصرح بيان جبر صولاغ الإعتزال، في عدم الإجابة عن ترهات الفاشلين، وهذه هو عين التكنيك والتكتيك، في الوقت نفسه، فالخنافس القذرة لا مكان لها في مدينة الإنجاز والتطور، أما الإعتزال الكلامي، فهو النصر البليغ الذي توجت به وزارة النقل، بوزيرها السيد باقر جبر الزبيدي، فالعمل الحقيقي والأنجاز، هو من يتكلم عنه رغم أبواق الفاسدين!
الصوت الهادئ أقوى من الصراخ، والتهذيب يهزم الوقاحة، والتواضع يحطم الغرور، والصلابة في الحق والجرأة في الطرح، تشكل عوامل بإتجاه التفكير، في معالجة المعوقات وترميم الماضي، في عمل وزارة النقل، والإلتفات الى تنفيذ خطوات جادة في الإصلاح، وملاحقة رؤوس الفاسدين، لا أن يصرف الوقت نحو الحملات التسقيطية، وأباطيل الإعلام المنحرف، سعياً وراء الشهرة في محافل الرذيلة والإنحطاط، وعليه كان لا بد للوزير المجاهد، أن يترك هذه الساحة الموبوءة، ويعمل في ساحة الإبداع، كجندي لا يخاف في الحق لومة لائم.
الزبيدي تسنم مناصب عدة، ورشح لأخرى، وإن دل، فإنما يدل على قابلية هذا الرجل في القيادة، والتأثير في الأخرين، فالقائد الناجح هو من يقود ولا ينقاد، ويشعر دائماً بأنه واحد من المجموعة العاملة معه، لا رئيسهم، مستعملاً الحكمة، والدراية، والخبرة، والنزاهة في التعامل مع الجماعة، فإن إعتزاله الرد على الخاسرين، لا يسجل نصراً للفاسدين، بل هو القوة بعينها، ليدون نصراً آجلاً وخالداً وشاملاً، وهو ما يسعى اليه، فعمله يليق بالمجد الذي صنعه في وزارة عندما أستلمها، كانت ركاماً تحمل إخطاء لا تغتفر، لكنه إستطاع بحكمته أن يتلافى إغلبها.
ختاماً: إن حملات التسقيط، وإن دامت، فهي لن تدم طويلاً، لأن الأمر المفتعل مسبقاً، يكون حالة طارئة مثل صانعيها، لذا سيخيب فعلهم وقولهم، عاجلاً أو آجلاً، ولن يصح إلا الصحيح، فساسة الفساد يريدون تيسير المؤسسات الحكومية، كما كانت إيام حكومة الفشل والهدر، يجولون بأموال العراق طولاً وعرضاً، دون محاسبة أو رقيب، والوضع يريدونه كيفما يريدون، وعلى الأبرياء تدور الدوائر والأجساد سواء دفنت أم لا، فهم لا يرغبون إلا بالفرار بأموالهم السحت الحرام، أما الزبيدي فمكانه بين أهله وناسه، وسيبقى لهم بالمرصاد، كالسيف على رقاب الفاسدين!
https://telegram.me/buratha