لطالما كان طموحنا عراقاً موحدا ً بكل اطيافه وقومياته وأعراقه ، ولطالما عمل التحالف الوطني ( الشيعي ) - بكل ما يؤشر عليه من سلبيات - على وضع هذه الرؤية موضع التنفيذ وليس التنظير والحديث الإعلامي فقط ، حتى بات الجمهور الشيعي يصف نواب التحالف بالخيانة - او بكلمات اقل وطئةً - بمجاملة السنة على حساب دماء ابنائهم وشبابهم ، واستمرت تصريحات اغلب القيادات الشيعية تصب بهذا المصب ، فمنهم من وضع قدماً مع السنة ( مخفية ) واخرى مع الشيعة ( إعلامياً ) واخرين ذهبوا ابعد من ذلك لتحقيق التوازن بين الجانبين ولاشعار الجمهور الاخر بالطمأنينة فكانت انبارنا الصامدة مثالا على هذا .
وكما هو معلوم ان لكل فعل يجب ان يكون هنالك رد فعل مشابه له ، فأين مواقف الساسة السنة مما تقدم ؟
ردود افعالهم كان فيزيائية المنطق ( لكل فعل رد فعل مساوي له بالقوة ومعاكس له بالاتجاه ) !!! وما موقفهم الاخير من احداث المقدادية الا دليل على هذا النهج ، فكل الأطراف الشيعية نددت واستنكرت وتوعدت ، حتى المتشددين من الشيعة ، ولكن موقفهم كان كما تقدم فبدل ان يدينوا الاٍرهاب على ما ارتكبوه تراهم يتفرعنون على من يدافع عنهم من الحشد الشعبي والقوات الامنية ، بينما لا نراهم يحدثون ضجيجاً مماثل ازاء الأرواح التي تُزهق من اجل ارضهم وأعراضهم .
فهل نحن مجبرون على ترك دبلوماسيتنا التي اعتدنا العمل بها معهم ؟ ام اننا مستمرون بنفس نهجنا مع علمنا بأن زادنا لا يغزر بهم ، ودماء ابنائنا لا تهز ضمائرهم ؟
خياراتنا باتت حرجة ومحرجة لنا في نفس الوقت ، فأما ان نستمر بدبلوماسيتنا فسيظهر لنا ( نوري ) جديد يستغل المشاعر الجماهيرية ليعيد انتاج المشهد السابق بصورة مقاربة ، او نغير من بعض سلوكياتنا معهم وايضاً ستكون لها ضريبة لا يمكن اهمالها ، والسياسة هي فن الممكن ، وحتى الممكن لم نحققه بسياستنا الحالية .
https://telegram.me/buratha