الزهايمر مرضا شائعا يصيب كبار السن، لكنه نادراً ما يكون الشباب، حيث تنتشر الإصابات بين سن (65) الى (74 ) سنة، وذلك بمعدل شخص واحد من بين كل 25، أما من تجاوزوا الــ 85 من العمر فأن النسبة تصبح أقل، وهذا ما أصاب رئيس إقليم كردستان وجعل منه شخصا يعيش العظمة والتكبر، ولا يعتبر نفسهُ مسؤولا وجزء من دولة معترف بها دولياً، وقد ترتب على تصرفاته أزمة بين الإقليم والمركز في الحكومة العراقية !.
تشكيل الدولة العراقية بعد سقوط نظام البعث، والإتجاه صوب النظام الديمقراطي وهو ما أعترف به النواب الذين يمثلون شريحة القومية الكردية، وهم بالطبع جزء لا يتجزأ من المكونات العراقية التي صادقت على الدستور العراقي الجديد، ويتوجب عليهم الإلتزام به! لكن بعد إستئثار عائلة البارزاني بكل المواقع المهمة، بدأوا إتخاذ منحى آخر مغاير للعملية الديمقراطية، وتصرفوا كما لو كانت ملك موروث! وباقي المواطنين هم خدم لهم، وهذا ما جعل باقي القوى المشاركة تقف منه بالضد !.
الأحداث الاخيرة والتركة الثقيلة من حكومة المالكي ولفترتين إنتخابيتين جعلت من العائلة تستثمر المكتسبات لصالحهم دون الآخرين، مما جعل منهم أغنياء بأموال المواطن الكردي الذي لا حول ولا قوة، وصل بهم الحد التصرف بدون الرجوع لحكومة بغداد، التي سعت وبكل الطرق لحلحلة الأمور وجعلها تسير في المسار الصحيح، لكن العائلة آثرت الا التصرف لوحدها! مما جعل الإقليم يمر بحالة حرجة جداُ، وصلت بعدم دفع رواتب موظفيها، وهذا بالطبع ولد تيار ضد مسعود بارزاني وحزبه .
خول السيد العبادي عادل عبدالمهدي، حلحلة الأمور وجعلها تسير وفق إتفاق يضمن حق حكومة بغداد والاقليم، في خطوة ليس كما حصل بالحكومة السابقة! حيث ضمنت بغداد للإقليم حقهم الدستوري من الميزانية، نسبة السبعة عشر بالمئة من الميزانية الإتحادية، مقابل تصدير الإقليم مقدار معين يصل لحد خمسمائة وخمسون الف برميل من نفط الإقليم وكركوك معاً، وعلى هذا الأساس تم الإتفاق والتوقيع في بروتوكول حكومي نهائي غير قابل للنقاش، لكن مسعود بارزاني لم يرق له الامر !.
بما أن الاتفاق ساري المفعول، فإن حكومة بغداد غير ملزمة بدفع حصة إقليم كردستان من الميزانية الإتحادية، لان النفط المُصَدّر يذهب الى جهة معلومة، وعلى حكومة الإقليم أن تأخذ على عاتقها أمر هذه العائلة، التي لم يرى مواطنوها منها سوى الأزمات المتكررة، التي يعتاش عليها سراق المال العام بطرق ملتوية كثيرة، وتهريب النفط عبر وسائل خبيثة، جعل منها عائلة منبوذة تحلم ببناء دولة غير مرغوب بها بالمنطقة، لأنها ستؤدي لخلق مشاكل مع دول الجوار !.
المواطن العراقي في إقليم كردستان بدأ يلمس من خلال المعطيات، أن مسعود بارزاني وحزبه وبفعل الأزمات المتكررة التي إفتعلها مع حكومة المركز، مع الامن المستتب جعله في مأمن من الإرهاب، وبدأ يفرض شروطه من غير وجه حق! والعلاقات المشبوهة مع إسرائيل وتركيا وغيرها من الدول التي لا تريد لنا خيراً، جعلته شخصاً غير مرغوب فيه! لا سيما ملل الأحزاب الشريكة له في العملية السياسية، فإما أن تعطوني منصب حكومة الإقليم وإما تخريب العملية السياسية !.
السلطة اليوم بيد الشعب الكردي العراقي الأصيل، بإيقاف الهيمنة البارزانية على مقدرات الإقليم وإعطاء رأيه من خلال الإنتخابات التي يجب أن تجرى تحت أعين المنظمات العالمية، لإيقاف التزوير الذي يحصل كما حصل في الدورة السابقة، وأمر تجديد الولاية من خلال الضغط الذي يلوح به في تخريب العملية السياسية يجب أن ينتهي، وبما أن العملية ديمقراطية عليه الإلتزام والتنحي عن المنصب، الذي جلس عليه سنين طوال! ومراجعة الأطباء للتخلص من مرض الزهايمر المسيطر عليه .
https://telegram.me/buratha