المقالات

تهانينا للجارة ايران.. تعاون وتكامل، وليس العكس

1665 19:54:09 2016-01-19

نشعر بالفرحة والارتياح ان ترفع العقوبات عن الجارة ايران، ونهنيء قيادتها وشعبها على هذه التطورات الايجابية التي تحقق ليس مصالح الشعب الايراني فقط، بل مصلحة العراق والمنطقة عموماً. فالتاريخ يتغير، ولابد ان نقف في جانب التغيرات التي تجلب المصلحة لشعوبنا وبلداننا.. فلقد دفعنا جميعاً غالياً بسبب سياسات الحصار والعقوبات.. وسياسات التحارب والصراع وضخ مفاهيم الحقد والفرقة في عقولنا، بان عدونا الاول هو جارنا الشرقي او الشمالي او الجنوبي او الغربي.. وهذه ثقافة ومفاهيم بقايا الاستعمار ومن لا يريد الخير لنا ولشعوب المنطقة وبلدانها قاطبة.

فحاولت تلك الثقافات اختزال تاريخ الاف السنين من الحضارة والتقدم والفضاءات المتكاملة والمتلازمة، والتي وضعت شعوبنا وبلداننا -ومهما كانت مسمياتها انذاك- في مقدمة وشعوب وبلدان وحضارات العالم، نقول حاولت تلك الثقافات اختزال اي صراع، او حدث سلبي من هذا التاريخ الطويل المملوء بالاحداث، وتفسير كل شيء به ومن خلاله والتربية عليه.. بل لزرع كل عوامل الفتنة والصراع والانقسام بين شعوبنا وبلداننا، وجعلها وكأنها قدرنا الذي عشناه تاريخياً.. والذي يجب ان نعيشه حاضراً ومستقبلاً. وهي ثقافة يجب محاربتها بكل شجاعة، والتأسيس على نقيضها تماماً.
اننا معنيون في العراق اكثر من غيرنا بالانقلاب على هذه النظرة، لان العراق هو الوادي الذي التقت عنده جميع تلاوين المنطقة، وصار جامعاً لها.. وعقدة في طرقها الجغرافية والادارية والسياسية والحضارية والاقتصادية والثقافية والاثنية والدينية والمذهبية. لذلك لا امل باي مستقبل للعراق، او للمنطقة بدون العودة للفضاءات الموحدة.. وسياسات التكامل والتعاون والتكاتف والعمل المشترك مع جميع جيراننا وفي مقدمتهم الجارة ايران.. اما الخلافات والتضادات التي هي امر طبيعي في اية علاقة.. وفي تاريخ كل الشعوب المتجاورة، فيجب النظر اليها والتعامل معها في اجواء ومصالح تلك الفضاءات وليس خارجها، او على حسابها.

لذلك عبثاً حاول البعض اغرائنا بان خروج ايران من المسرح هو فرصة للعراق لان يتقدم على حسابها، او يحاول اقناعنا اليوم بان عودة ايران الى المسرح الدولي، والبدء بتصدير نفطها سيكون على حسابنا. على العكس، عملنا خلال فترة الحصار لمساعدة ايران في تجاوز صعوباتها.. ورفضنا كل المغريات والسياسات التي حاولت وضعنا في مواجهتها.. وللتاريخ نقول –ولدينا شواهد كثيرة- بان ايران نفسها كانت حريصة في تعاملها معنا بان نرى تبعات الحصار والعقوبات ولا نعرض انفسنا لمخاطر اضافية، وان نساعدها عبر امور لم يتناولها نظام الحصار والعقوبات.. وهو امر قامت به ايران ايضاً عندما تعرض العراق للحصار والعقوبات رغم كل العداء الذي كان بين النظام الصدامي والنظام الايراني.

لذلك تساهم الشركات النفطية الايرانية اليوم بنشاط في فعالياتنا النفطية.. وقمنا بمد انابيب غاز بين البلدين.. ولدينا مشاريع كبيرة مشتركة.., وهناك مذكرة تفاهم.. ووفد كبير يستعد لزيارة الجمهورية الاسلامية قريباً للبحث في موضوعات استثمارية وغازية ونفطية كثيرة، ومنها الحقول المشتركة، واستثمار مصافي البلدين لتوسيع التعاون في مجال المشتقات بما يخدم صادراتنا النفطية ومنتجاتنا التي تحتاجها اسواقنا المحلية.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك