المقالات

النجاح لا يعرف إختصاص معين .

1416 19:24:14 2016-01-18

سمعت من أحد أجدادي الراحلين في يوم من الأيام، وفي مجلس كبير ضم كثير من الأقارب، معلومة جديدة على أسماعي لم أسمعها من قبل، وتقول "تعلم من الأعمال سبعاً وأعمل بواحدة" وضلت هذه المقولة راسخة في مخيلتي، الى أن وصلت في عمر متقدم فائدتها، أن لا بد في يوم من الأيام سيكون هنالك خلل ما يجعلك ترك العمل الذي تعمل عليه! وتعمل بأخرى وذلك لمتطلبات الحياة لعمل آخر.

الزبيدي وفي أو وزارة إستلم مهامها كان الأبرع فيها، وهو أول من أسس اللبنة الأولى لقوات عراقية صرفة، بعد إقدام الحاكم العسكري برايمر بحل القوات العسكرية والدفاع، ليتم إستبدالها بقوات جديدة، واستلم المهام وهو مسيطراً على الوضع، ولكن بأسلوب حرب الشوارع! وبالطبع هذا الأسلوب لم نعهده سابقاً، خلاف الحرب التقليدية، وعندما سَلَمَها كانت وفق أحسن ما يكون، وقادرة على إستلام المهام التي تُوكل اليها، سيما ونحن نحارب الإرهاب .

تيار شهيد المحراب كانت له السطوة الكبرى، وعليه تقع المسؤولية كونه يمتلك المؤهلات العسكرية، وكان الوحيد الذي يمتلك أكبر جناح عسكري، وقادر على إدارة أكثر من ملف، ولديه رجال مؤهلون، ووزارة المالية كانت الحقيبة الثانية للزبيدي، وتختلف المالية عن سلفها، لأنها تعتمد على الأرقام، وليس الأمن وتبعاته، فكان البصمة واضحة للعيان، وأبسط شيء إستطاع تخفيض الديون الثقيلة، التي تركها النظام السابق في المديونية الدولية، إضافة لإحترافية الإدارة .

المحطة الأخيرة للزبيدي كانت وزارة النقل، ولا بد لنا الإحصاء لكل الوزارات العراقية، بإستثناء النفط كانت ريعية! ووزارة النقل كانت من بين تلك الوزارات، التي تعتاش على الإيراد النفطي، وهذا ما حذر منه السيد عبد المهدي بمؤتمرات كثيرة، من تشغيل المعامل والمصانع لكي تساهم بشكل أو بآخر لدعم الدولة، وكانت خطوة الزبيدي تحويل ثمان شركات، من أصل إثنا عشر شركة خاسرة، الى رابحة في غضون فترة وجيزة .

يعاب على السيد باقر الزبيدي بإدارة أكثر من وزارة، بينما فشل الآخرون! وليتها كانت على هذه بل الفساد الذي عَمَّ تلك الوزارات التي إستلمها غيره، بينما لم يسجل عليه مؤشر فساد واحد! وصمته وعدم خروجه على الإعلام يدل على الثقة والإعتداد بالنفس، الذي إستقاه من شهيد المحراب، وما الإستهداف الذي ناله من الشركاء الا حسداً له، لان كل الأماكن التي إستلم مهامها ترك بصمته ناصعة عناداً بالفاسدين .

العيب فيمن لا يمتلك المؤهل في كيفية الادارة، وليس بمن يمتلك الموهبة والعقلية في كيفية التعامل مع الملف الموكل اليه، وليس من العيب الإستنجاد بالخبرات لكي يتعلم، بل العيب فيمن يأخذه الكِبَر ويقول أنا عارفٌ بكل شيء! وهو لا يفقه أبسط إدارة في أي مفصل من مفاصل الحياة، وبراعة الزبيدي وحنكته جلبت كثير من المناوئين، والصاق تهم الغير وتحميله فشل من سبقه، ومشكلته الصمت أزاءَ هؤلاء المأزومين . 

الإدارة ليست مشكلة بقدر ما إمتلاك الفرد مقوماتها، والزبيدي كانت لديه هذه الخصلة، وإدارة أكثر من وزارة ليست بالأمر الهين، بل التركة الثقيلة والإدارة الإحترافية هي التي جعلت منه ناجحا ومحسوداً بين أقرانه، بينما سجل مناوئوه الفشل الذريع في كل مفصل عملوا به، وإستهداف شخص السيد باقر جبر لأنه يمتلك مقومات إدارة الدولة! وهذا ما جعله في دائرة الإتهام ومن يمتلك ملف فساد واحد نرجوا تقديمه للقانون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك