كثير منا بل كلنا؛ له من المشاكل ما تؤرقه وتزعجه وتقضي عليه مضجعه، فمنا من إبتلى بدين، أو بمشكلة عائلية، أو إبتلى بصحته، فضلا عن البلاء الكبير وهو الوطن، وكيف نرى وطننا قد أنهشته زمرة إرهابية فاسدة، إستنزفت كل موارده، وكل هذه البلايا تحتاج الى رحمة إلهية، لنتخلص منها، فالسؤال يأتي كيف نستمطر الرحمة الإلهية؟ لتنقذنا من غياهب تلك البلايا والمشاكل.
القرآن الكريم يجيب على كل تساؤلاتنا، إذ يقول جل وعلا ((إذا قرئ القرآن فإستمعوا له، وأنصتوا لعلكم ترحمون)), فكثير منا غافل عن الرحمة الموجودة بباطن هذه الآية المباركة، جميعنا يستمع للقرآن الكريم، فهل ننصت له وتنشد قلوبنا مع تلاوته؟ فعدم الإنصات سبباً رئيسياً؛ من أسباب سلب الرحمة الإلهية عن الانسان.
الإنصات يفسره اللغويون: إنه إستماع وسكوت، وبذلك تآمرنا الآية أنفة الذكر، أن نستمع ونسكت، وأن لا نستمع ونحن مشغولي البال، وأفكارنا شاردة وبعيدة عما نسمعه، ومشغولة بالسوق والتجارة وما شابهها من الامور، التي تشغل الفكر الانساني. لو حضرنا في محضر شخص عظيم، وكان يتكلم معنا ولدينا عنده حاجة، فهل إذا رآنا شاردي الذهن مشغولين بالفكر عنه يقضي حاجتنا؟ كلا، فهذه تعتبر إهانة لذلك العظيم، وقد يكون عظيما معنويا كمرجع تقليد مثلا، لكن ماذا لو كان العظيم هو الخالق والبارئ؟.
كيف ننتظر الرحمة الإلهية وقد ملئت الرفوف بكتب القرآن الكريم؟ دون قراءة يعلوها الغبار، يٌنقل أن رجلا ملتزما بقراءة القرآن، وبعد برهة من الزمن وجدوه قد ظل، وبعد إلحاح من قريبين له عن السبب؛ قال إنه في موسم الحج قد إستبدل قرأنه بديوان يزيد! بعدما جبره صاحب بسطة الكتب، ومنذ ذلك الحين سلب منه التوفيق الإلهي، فعندما يقرأ القرآن ونحن نٌشرق ونٌغرب شاردي الذهن، فما الفرق بيننا وبين ذاك المخذول إذا؟.
خلاصة القول: لا يأتي إستمطار الرحمة الإلهية والعطاء الرباني، إلا حين نناجي بارئنا بصدق وبقلب خال من الامور الدنيوية الزائلة، لنحظى بحل مشاكلنا وإنقاذ وطننا من مرتزقة الفساد وزبانية الإرهاب، وبذلك حصلنا على توفيق إلهي ورفعنا الغبار، الذي علا مصاحفنا بفعل الحركات الإرهابية المتطرفة.
https://telegram.me/buratha