قال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء: 34.
الوفاء بالعهد ذا قيمة عالية, ولو لم يكن كذلك, لما ذكره الخالق الجليل, في كتابه المجيد, بل وجعل من يعطي عهدا, مسؤولاً عما عاهد به.
بعد إبعاد المتشبثين بالمناصب, عاهدَ العبادي المرجعية المباركة, والمواطن العراقي, بالإصلاح و محاسبة الفاسدين, وقد مضى على عهده ذاك, أكثر من عام, دون أن يلمس أيٍ منا تطبيقاً حقيقياً, أو وفاءً حقيقياً, يجعلنا نَشعر أن الحكومة, بدأت تحترم أقوال المرجعية, ووفية لشعبنا الصابر على الظلم.
إن ما لمسناه خلال عهد العبادي, لا يعدو عن كونه نكثاً للعهد, وقد سبب ذلك الأمر استياء المرجعية, وقد ظهر ذلك جلياً, في خطبة الجمعة 8/1/2016, على لسان السيد الخطيب أحمد الصافي ما نصه" في العام الماضي وعلى مدى عدَّة أشهر, طالبنا في خُطب الجمعة, السّلطات الثّلاث وجميع الجهات المسؤولة, أن يتّخذوا خطواتٍ جادّة, في مسيرة الإصلاح الحقيقيّ، وتحقيق العدالة الاجتماعيّة, ومكافحة الفساد, وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين، ولكن انقضى العام, ولم يتحقّق شيءٌ واضح على أرض الواقع، وهذا أمرٌ يدعو للأسف الشّديد, ولا نُزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر.!
ليس سهلاً على المرجعية, أن تُصدِرَ بياناً شديداً بهذا الشكل, للظروف الصعبة التي يمر بها البلد, ولكن على ما أعتقد, انها لمست بما لا يقبل الشك, أن الحكومة الحالية كمثيلتها السابقة, تستهزئ بكل ما توصي به المرجعية, لتهز بذلك ثق المواطن, برجال الدين من جهة, وبالعملية الديموقراطية من جانب آخر, متناسية أن لولا المرجعية, واحترام الشعب لها, لما تشكل برلمان ولا حكومة, ولما تحررت أراضي العراق, التي فرطت بها الحكومة السابقة.
فهل عميت بصيرة الحاكم, فلم يُقِم وزناً لما يصدر منه؟ أم إنَّه اليأس السياسي, وإيمانه بعدم جدوى انتخابات قادمة, جعل العبادي يضعف, بعد أن بدا قوياً.؟
هل سيراجع الدكتور حيدر العبادي حساباته؟ أم إنَّه سيستمر بنكثه للعهد, لينال حسابه باستحقاق ما اتى به.؟
ها نحن بالانتظار, داعين الباري عز وجل, أن لا يفوت القطار.
https://telegram.me/buratha