لم تفتأ القوى الاستكبارية من استخدام كل الوسائل المتاحة من اجل نسف القيم والاخلاق التي يتمسك بها الانسان ، وهذه القيم تبدا بالتجذر عند مرحلة الشباب فاذا نسفت ضاع الشباب.
في عقود سابقة طغت على ثقافة الشباب الفساد الجنسي من خلال عرض افلام موجهة بشكل مدروس من حيث اللقطات والمضمون لهذه الافلام الهابطة ، الان طغت على الساحة السينمائية افلام العنف ( الاكشن) وهذه الافلام يتم اختيار القصة والسيناريو والممثلين والاخراج والديكور بشكل مدروس ودقيق وباشراف عدة جهات تخصصية من حيث دراسة رغبات الشباب والحالة النفسية التي يعيشونها وكيفية التلاعب بمشاعرهم، والبعض منها يتم اخراجه على المدى البعيد، هذه الافلام تعتمد على عدة امور منها :
اولا: تهيئة شخصية الممثل الذي يؤثر في الشباب ويكون هذا الممثل له افلام يمثل فيها عنصر الخير فيتفاعل معه المشاهد لانطباع صورة ايجابية عن هذا الممثل فاذا ما ظهر في فلم مجرم فان المشاهد يتعاطف معه.
ثانيا: يتم اختيار قصة الفلم وفق مفاهيم دقيقة بحيث ان عنصر الخير ينتصر على عنصر الشر ولكن اسلوب الانتصار هو المهم فمثلا عندما تكون قصة الفلم سرقة مصرف وكيفية معالجة الموقف ، او ابتزاز اموال او اختطاف ، وما الى ذلك من قصص . هذا النوع من الجرائم ليس فيها قتل .
ثالثا: ولكن حتى يتم تشويه المجرم او العصابة اكثر يتم اضافة مشاهد قتل بشكل بشع مع اضافة بعض العبارات القوية لمن يمثل عنصر الخير من حيث التحدي والانتقام فيتفاعل معه المشاهد، وحتى يكون اكثر التفاعل يتخلل الفلم بعض المشاهد العصيبة لبطل الفلم ( الخير).
رابعا : ومع قوة تفاعل المشاهد مع بطل الفلم فانه يقتل العشرات بحركات بهلوانية او باستخدام اسلحة فتاكة او حتى السكاكين ويكون اهتمام المشاهد في كيفية انتصار البطل، وتصبح الجثث والدماء مشهد طبيعي يشفي غليل تفاعلهم مع بطل الفلم.
خامسا: بعد ان يدحر بطل الفلم الاعداء يعانق حبيبته وسط الدمار والجثث ويقبلها قبلة جنسية ويضحك وكانه لم يقتل بشر مما يجعل هذا المشهد طبيعي عند المشاهد.
اخبار شريط التايتل اصبحت نسخة طبق الاصل من افلام الاكشن بحيث ان اخبار التفجيرات والاغتيالات التي يعرضها شريط التايتل امر طبيعي ويكون بعدها مباشرة مثلا خبر عن رياضة كرة القدم الذي يؤثر في الشباب فيكون هذا الخبر مهم اكثر من حوادث الارهاب وهذا الاسلوب له مختصين من حيث اختيار الكلمات والمكان في عرضه، وهنالك اخبار لا يراد لها ان تؤثر في قارئها فيسبقونها بخبر مثلا غدا عطلة رسمية فينشغل بها القارئ اكثر من تعاسة الخبر الذي بعده.
هل تعلمون كم هي الاموال التي تصرف على الفلم الواحد وكم هي اتعاب الممثلين ؟ وكم فضائية او دار سينما مغفلين يشترون هذه الافلام ويعرضونها ؟ ساعدهم على ذلك الانترنيت بل حتى ان عرض البعض منها مجاني، هذه الاموال وهذه الجهود وهذه التقنية موجه فقط لمن لديه فطرة سليمة في التفاعل مع الخير ضد الشر وبالتالي يتم تطبيعه على مشاهد العنف التي اصبحت واقع حال في بلدنا ، امر طبيعي وانت تسير في احد شوارع بغداد فتسمع صوت انفجار فيسال سائق قادم اخر اين الانفجار؟ فيقول له في المكان الفلاني ، فيشكره لانه يريد ان يتجنب الطرق التي ستزدحم او سيتوقف بها السير ، هذا هو همه وليس همه من سقط بسبب هذا الانفجار؟!!! انها سلاح من اسلحة القوة الناعمة
https://telegram.me/buratha