لقد كانت جريمة الصحابي التابعي سعيد بن جبير رضوان الله عليه، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارضه أو ينصحه .
فقد أمر الحجاج حراسه بإحضاره ، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم، لا أعاد الله صباحه على المسلمين .
وصل الجنود إلى بيت سعيد، فطرقوا بابه بقوة، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف، ففتح الباب، فلما رأى وجوههم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل ، ماذا تريدون ؟
قالوا : الحجاج يريدك الآن
قال: انتظروا قليلاً، فذهب، واغتسل، وتطيب، وتحنط، ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام، والعزة التي لا ترام، اكفني شرّه
فأخذه الحرس، وفي الطريق كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، خسر المبطلون .
والقصة معروفة للجميع وما دار من حديث بين الحجاج ( لعنة الله عليه ) والصحابي الجليل سعيد بن جبير رضوان الله عليه حيث وصل الحديث بينهما
قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه.
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين
قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله - البقرة:115
قال الحجاج: اطرحوا أرضاً
قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى - طه:55
قال الحجاج: أتضحك؟
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي !
وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة بثرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج ، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول : مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات ....
ويمر الزمان وتتجدد المحنة بإعدام فقيه الخليج الشيخ نمر باقر النمر رضوان الله عليه على يد سلمان بني سعود لعنة الله عليه لأنه قال لسلمان .. أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت كما قالها الصحابي الجليل سعيد بن جبير للحجاج .
فمن كان كنمر النمر فالشهادة أسمى غايته ومنتهى أمله ، فله في ألإمام الحسين عليه السلام الطريق الذي سار عليه ورفض الخنوع للظالم فنال الشهادة ، ومن الصحابي الجليل سعيد بن جبير موقفه ودعاءه على الحجاج .وسوف تكون نفس التداعيات على سلمان بني سعود ويكرر ويقول ( مالي والنمر ... مالي والنمر .. الى أن يلقى حذفه ) .
https://telegram.me/buratha