رغم كل الظروف المادية الصعبة، والكثير من العراقيل والتجاوزات التي تواجهها شركاتنا ومنتسبينا من جهات متعددة بما فيها جهات رسمية، لكن صادرات شهر كانون الاول من المنافذ الجنوبية كانت جيدة للغاية، وحققت معدلاً مقداره 3.215 مليون برميل/يوم. ينخفض هذا المعدل عن شهر تشرين الثاني الذي كان 3.350 مليون برميل/يوم، لكن ما يجب الاشارة اليه ان الرقم الاخير كان بسبب الانواء الجوية السيئة للايام الثلاثة الاخيرة لشهر تشرين الاول، حيث خزنت الكميات المهيئة للتصدير، وشحنت في شهر تشرين الثاني.
ولرؤية اهمية التقدم في نهاية العام، فانه يجب مقارنتها بمعدل الصادرات من المنافذ الجنوبية لشهر كانون الثاني 2015 والتي كانت 2.390 مليون برميل/يوم كلها "بصرة خفيف"، حيث بدأنا بتصدير "بصرة ثقيل" في بداية حزيران من العام.. بينما سجلت الصادرات من نفس المنافذ في كانون الاول المنصرم 2.485 م.ب.ي من "بصرة خفيف"، و730 الف برميل/يوم "بصرة ثقيل" (وسعره اقل من الخفيف بـ3-4 دولار).. وهما يشكلان مجموع صادرات الشهر. علماً ان المعدل اليومي للصادرات من المنافذ الجنوبية لعام 2015 هو 2.847 مليون/برميل/يوم، وهذا اعلى من تقديرات موازنة 2015 بـ 97 الف برميل/يوم.. اما معدل السعر لعام 2015 فكان 44.748 دولار/برميل، وهو اقل من تقديرات ذات الموازنة بـ 11.252 دولاراً/برميل.
جاءت صادرات كانون الاول المنصرم اعلى من الـ 3.050 م.ب.ي المقدرة في موازنة 2016، ومخططاتنا ان هذا المعدل سيشهد تصاعداً، إن شاء الله، ما لم تعرقله المضايقات والتدخلات غير المسؤولة، او الظروف القاهرة. مما يزيل الشك والتشاؤم، الذي ابداه البعض عند مناقشة تقديرات الموازنة، من ان الوعود لا تنفذ ولا يمكن التعويل عليها.. فها هم عمالنا ومنتسبونا يقدمون هدية للشعب العراقي العظيم، فيسبق فعلهم كلامهم. وهذه هدية يجب ان تضاف لانتصارات الرمادي، واعياد مولد سيدنا نبي الرحمة عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام ونبي المحبة سيدنا المسيح عليه السلام.
لذلك يقول "اليكس لولر" في تقرير لـ"رويترز": "صمدت صادرات النفط من جنوب العراق قرب مستوى قياسي في ديسمبر كانون الاول مما يعزز دوره كاسرع مصدر لنمو الامدادات في العالم هذا العام، على الرغم من الحرب ضد "داعش" والمخاوف من أن يؤدي هبوط أسعار النفط الى تقويض نمو الانتاج".. ويواصل قائلاً "وفاجأ العراق الكثيرين في سوق النفط هذا العام بزيادة انتاجه بنحو 500 الف برميل يومياً (من الوسط والجنوب فقط) على الرغم من الاضطرابات والمخاوف من أن يؤدي تخفيض الشركات التي تقوم بتطوير الحقول الجنوبية انفاقها الى كبح نمو الانتاج".
الامر الذي لم نتمكن منه لحد الان هو قضية الاسعار وتدهورها.. وهذا امر يقر الجميع انه خارج ارادتنا. فهو لعبة سياسية كبيرة.. ومضاربات وحركة اموال ربوية وغير ربوية.. وحقائق اقتصادية ومنافسات دولية. فما سيدخل العراق في كانون الاول رغم كل هذا الانجاز هو 2.973 مليار دولار، بعد ان سجل معدل اسعار الشهر 29.84 دولاراً/برميل.. وكان من الممكن ان نحقق اضعاف هذه الواردات، لو كانت الاسعار كاسعار عام 2014.
وكل عام والجميع بخير.
https://telegram.me/buratha