المقالات

دولة عثمانية عاصمتها تل ابيب..

1651 21:22:57 2015-12-25

عندما تُدرك أنك تمضي بأتجاهين متناقضين وتستمر في ذلك، رغم الفروقات الشاسعة بين الطريقين، فواحدةٌ مِن أثنتين؛ أمّا أنك مجنون بالفطرة أو إنَ هناكَ مَن صدقكَ فدعاك للجنون..! الجُنون يَدور حولك في كِلا الحالتين؛ أو أنت تدور حوله، لا فرق؛ فالنهاية واحدة، وكُل أستكبارك وغطرستك ستجدها تُداس بأحذية الواقع.

علاقة تُركيا بأسرائيل باتت خارج الشُبهات، لأنها وصلت حد اليقين، والشكوك التي يُحاول العثمانيون الجُدد بثها، ما هي إلا محاولات يائسة لكسب مزيد من الوقت، والخط التصاعدي للتطبيع دلالة على ذلك.. "مَن صَدّق إن تركيا تخلت عن فلسطين والمقاومة؛ لا يفقه من السياسة شيء"! هذه العبارة المزخرفة لأردوغان عقب لقاءه خالد مشعل.

لو لم يكن من داعي للكذب في قضية دعم فلسطين؛ لَما تطرق اردوغان للموضوع بهذا الشكل المربك، فالمفروض أن تُصر تركيا على "أسطول الحرية" الذي تدعم به غزة، ويذكرنا به الرئيس صباحاً ومساءا، خشية أن نكون نسينا توتر العلاقات مع أسرائيل..!
بدأت العلاقات التركية- الأسرائيلية عام 1949، ومنذ ذاك الحين؛ التطبيع مع الكيان الغاصب لمقدسات المسلمين في حالة تصاعدية، تمثلَ بالتجارة المفتوحة وخصوصاً السلاح، وتبادل السفراء وتفعيل العلاقات الدبلوماسية، وحتى حادثة "أسطول الحرية" الذي دمرته أسرائيل، لم يؤثر على العلاقات التأريخية بينهما!

هنا يُرسل الطيب رجب مساعدات للفلسطينيين، وهنا وهناك يستورد أسلحة أسرائيل مقابل أموال المسلمين، لتصنع تل أبيب السلاح مرةً أخرى، فتقتل به الفلسطينيين، ويعود رجب الطيب فيرسل مساعدات!

هذه المفارقات ليست عجيبة، إذا ما عرفنا إنهما يتشاركان في مناورتين عسكريتين، ألاولى بحرية بأسم "عروس البحر"، والأخرى جوية تحمل أسم "أورتشارد"، إضافة إلى تدريب الطيارين الأتراك تحت إشراف تل أبيب، وتبادل الطيارين بين البلدين ثماني مرات في العام الواحد!
تُركيا التي تدعي مساعدة فلسطين، وقعت في يناير عام الفين؛ أتفاقية التجارة الحرة مع الصهاينة، ليصل حجم التبادل التجاري إلى 5,5 مليار دولار عام 2014، محققاً زيادة مقدارها مليار ونصف المليار دولار عن عام 2012، وهي بذلك تنعش الاقتصاد الإسرائيلي المحاصر في المنطقة.
عاد اردوغان من جديد قبل أيامٍ قلة؛ يؤكد على ضرورة إدامة العلاقات مع أسرائيل، وهو الذي بررها بقوله؛ "من مصلحة المسلمين ان تكون هناك علاقات ودية بين تركيا وأسرائيل"! لكن خلف الكواليس؛ نجد إن أردوغان بتصريحه يغازل الغاز الأسرائيلي والسياسة الغربية، بعد ان تأزمت علاقة تركيا بروسيا، وفشله بالأنضمام الى الاتحاد الأوربي، الذي سيبقى حلما لا يتحقق.

أخطأت حسابات الخليفة مرةً أخرى، فعلاقته بأهم الدول المجاورة لتركيا (ايران)، ستزداد توتراً، كذلك التوتر سيمتد إلى (حماس) الحركة الأبرز في المقاومة الفلسطينية، وهو إذ يضيع شركاء وأصدقاء عقلانيين، راهن بعلاقة مع من صفته الغدر؛ وهو خيرُ من يسأل عن طعنات أسرائيل (حادثة مرمرة أنموذجاً)، غير مبالٍ بحرمة التبادل التجاري مع كيان يغتصب أرضاً مسلمة؛ وهو يتبجح بالخلافة!

ربما؛ سنشهد هأقامة دولة عثمانية، رأسها في تركيا وعاصمتها تل أبيب، وجنودها داعش الذي لن يستطيع الإفلات هذه المرة؛ من علاقته بأسرائيل بواسطة الحاضنة تركيا، لكن؛ هذه الدولة لا تعدو كونها دولة ماضية للموت، وهو ما يبشر به الوضع الراهن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك