تم احتلال العراق من قبل الجيوش البريطانية, عام 1918 بعد دحر الجيش العثماني, الذي كان متحالفا مع ألمانيا النازية, وكان الجيش الانكليزي حينها, قد وصل إلى منطقة الفتحة في بيجي.
بعد دحر العثمانيون, زحف الجيش البريطاني إلى الحدود الحالية, ليتم ترسيمها دولياً, عند الحدود التركية العراقية, المتعرف بها دوليا في الوقت الحاضر, الشيء الذي لم يرق للأتراك, لينتهزوا فرصة الانقضاض, متى حلت, من اجل العودة لخط وقف إطلاق النار.
قام الأتراك بمحاربة الدولة العراقية, من خلال وسائل عدة, منها الحرب المائية, بقطع نهر الفرات وإقامة السدود, وإعانة الكرد المتشددين, من اجل الإضرار بالاقتصاد العراقي, وخلق منطقة غير مستقرة, مساعدين على استنزاف الطاقات البشرية, والاقتصادية, أملاً منهم بإعادة أمجاد الرجل المريض, تحت أغطية عدة كان أهمها, ملاحقة المتمردين من الكرد الأتراك, ولكنها كانت لمسافة لا تزيد عن 15 كم, داخل الحدود العراقية, الأمر الذي لم يوصلهم لأطماعهم الحقيقية.
عندما قررت قوى الشر العالمية, القضاء على نظام بشار الأسد السوري, ضمن ما أطلقوا عليه الربيع العربي, كان لتركيا الدور الكبير, برفد القوى الإجرامية, من تنظيمات القاعدة, وإدخالها إلى سوريا, عبر المناطق الكردية الحدودية, ولتدعم التنظيمات الأعظمُ إجراماً, والتي عُرفت بـ (داعش), مُنَصِبةً نفسها الراعي للمكون السني, وكأنها تقول للعالم, أن الرجل المريض, ما زال قوياً.
اتفقت مع الخونة من ساسة الموصل, والهاربين من العراق والنقشبندية البعثية, لفسح المجال أمام الدواعش, حتى يخلو لها الطريق, بعودة احتلالها لما فقدته من مناطق بسبب الحرب العالمية الأولى, لتدخل ثلاثة أفواج إلى حدود محافظة نينوى, دون اخذ موافقة الحكومة الاتحادية العراقية, فأثار ذلك حفيظة كل القوى الخيرة, وعلى رأسها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, والتنظيمات الأخرى من تيار شهيد المحراب, ليعلنوا ببيانات استنكار متلاحقة شديدة اللهجة, وصفوا التدخل التركي, خرقاً سافرا لسيادة العراق, ومن الواجب التصدي له بقوة, حيث يُعَدُّ احتلالاً سافراً, ومحاولة لتشتيت جهد الحشد الشعبي, الذي يعمل جاهدا, على تحرير على المناطق المحتلة.
تَحَجَجت الحكومة التركية, بحجج واهية متقلبة لا تخفي الإرباك الذي أصابها, بكشف خُبثها حيث صرحت, بان قواتها هي لتدريب ألبيشمركه, لزيادة الفجوة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية, وتارة أخرى صرحت أنها قد أخذت موافقة الحكومة العراقية, لتكشف عن وجهها الحقيقي, حيث لم يكن هناك أي اتفاق, ولينبذ ذلك التدخل, كل المجتمع لدولي بما في ذلك أمريكا.
إنه طريق جديد, من اجل تقسيم العراق, لدمج الموصل ضمن الإقليم الكردي, لتحقيق الحلم الذي يراود أكراد العالم, بإعادة دولة الخروفين الأسود والأبيض, تحت الرعاية التركية, طالما انها لم تتمكن من إعلان, احتلال مناطق معترفٌ بها دولياً, وتلك الدولة الكردية من الممكن القضاء عليها او تحجيمها, بما أن الحكومة العراقية, لا يمكن أن تعترف بها.
أكذوبة تتبعها أكاذيب, بعد أن أفرزت الحرب ضد داعش, قوة وصلابة الشعب العراقي, من خلال دحر قوى الشر والظلام, على يد المجاهدين أبطال الحشد الشعبي.
https://telegram.me/buratha