المقالات

سليم الجبوري: (2=6)..!

1602 01:46:25 2015-12-13

لا يمكن مخاطبة رئيس برلمان العراق سوى بصفته كعراقي، كما إنّ العراقيين لا يتقبلوا فكرة أن يخاطبهم رئيس برلمانهم مقسماً ومصنفاً حسب الإنتماء المذهبي أو العرقي، بذات الوقت لا تمرّ الهفوات والخطابات الفاقدة للدليل مروراً عابراً عندما تصدر عن رئيس برلمان!..
كيف تكون النتيجة إذا كان الخطأ رياضياً فاضحاً وواضحاً؟!

لا يبدو إن غلطة سليم الجبوري حسابية، بل هي أقرب لمحاولة تغيير نتيجة بديهية.. يفترض السيد الجبوري طلباً موجهاً لجهات وشرائح معينة، يتبنى من خلاله تقرير مصير (المناطق السنية) أو حسب تعبيره "تقرير مصير المحافظات الستة"!..
إنّ حساب السيد رئيس البرلمان خاطئ بالتأكيد، فالمحافظات "الستة" هو يعتبرها رديف لتسمية "المحافظات السنية". لا شك إنّ هذا العدد غير متوفر؛ ديالى وكركوك وحتى الموصل، تعد من المحافظات المشتركة التي يتعايش أبناؤها بروح عراقية، ولو تنازلنا كثيراً وتحدثنا بلغة الجبوري وتنازلنا أكثر وقلنا إنّ ديالى والموصل مضافة إليها صلاح الدين والأنبار هي محافظات سنية خالصة، فكيف إستطاع الرئيس تحويل الرقم (4) المضاعف أساساً، إلى (6)؟! 

الجبوري وضمن تقسيمه للعراق كتركة لمكوناته، شطب الناس في بغداد وصبغها بلون يعجبه هو، بغض النظر عن النسب وكون أغلبيتها تعبّر عن طيف آخر، ومنح كركوك للسنة أو ربما لتركيا، متناسياً إنها (قدس الكورد) ومجاهلاً تحالفه المرحلي مع البرزاني.، وأكمل مشواره بألغاء شيعة ديالى وكوردها وأعتبر تهجير داعش لأهالي نينوى من باقي المكونات، عملاً شرعياً ومحبباً..! لنخرج الآن من لغة رئيس سلطتنا التشريعية، لنشعر بمسؤولية تجاه ترابنا.  لكلمات الجبوري وقع الصدمة على العراق، وصدى لمؤامرة وضعت لها سقوف تفاوضية في الخارج. إمتداد التعدى التركي الصارخ على سيادة الدولة، تجسّد بدعوة صريحة لتقسيم العراق وإحتلال أجزاء منه. 

المناطق التي إحتلها الأتراك، هي جزء من محافظات الجبوري (الستة)، وبالتالي هو يرد على الحس الوطني الرافض للإحتلال التركي، مبرراً للأتراك بأعتبارهم (قائد للسنة). بنفس الوقت يعطي تصوراً لما يجب أن يكون؛ إذ خرجت من تصريحاته رسالة بثلاث خيارات: الأول بقاء داعش في محافظتين أو أكثر قدر المستطاع، والثاني العمل على إرباك الدولة والمساهمة في إنتهاك سيادتها، والخيار الثالث الذي يبدو إنهم إتفقوا عليه؛ إنتزاع بعض المحافظات للإجهاز على الدولة نهائياً.. بدأ الجبوري بسقفٍ عالي جداً، وهو يعي تماماً إنّ تقسيم العراق لا يتيح مكاناً آمناً له أو لغيره!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك