المقالات

الشعب العراقي يطالب الحكومة بثمن تضحياته الجسام..3

1621 13:31:44 2015-12-08

إن كل الوطنيين المخلصين للعراق وشعبه باتوا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى خطورة المخططات المعادية للعراق والتي تتسع أكثر فأكثر لأن الأعداء يتكالبون وتزداد شراستهم كلما وجدوا ثغرة داخلية لينفثوا سمومهم من خلالها بحجج طائفية لأنها تمثل السلاح الأمضى بأيديهم لبذل كل مافي وسعهم لتمزيق لحمة الشعب العراقي لكي يمهدوا لإعادة نظام استبدادي دموي طائفي على غرار النظام الصدامي إلى سدة الحكم مرة أخرى ليطلقوا عليها إسم (حكومة إنقاذ وطني ) بمساعدة الإعلام المعادي، وما هذه الدماء الزكية الغالية التي يسفكها الإرهابيون القتلة على ثرى العراق الطاهر إلا لتحقيق هذه الغاية ،ومع الأسف الشديد يرى المواطن العراقي بأم عينيه البعض من المشتركين في العملية السياسية تتناغم أصواتهم مع هذه الأهداف الجهنمية المعادية للعراق في هذه الظروف الصعبة التي يتعرض فيها أمنه ومستقبله لأفدح الأخطار.

وأستطيع أن أؤكد ومعي كل عراقي وطني له غيرة على العراق ومن أي مذهب أو أية قومية إن من يريد في الداخل تقسيم العراق على أساس طائفي، ويطالب بشدة وقوف الأمريكان مع توجهاته الطائفية الشريرة ويذرف دموع التماسيح على الوطن وهو مشترك في العملية السياسية والشعب لايحمل في قلبه ذرة حب لوطنه ولطائفته وللمناطق التي يدعي إنه يدافع عنها، ويسعى فقط لتحقيق مصالحه الشخصية الأنانية ولا يمكن لبياناتهم العنترية التي تحمل رائحة بيان رقم واحد هذه البيانات الخاوية التي تتزلف للأمريكان وعملائهم في المنطقة بترديد الإسطوانة المشروخة ( إقصاء وتهميش أهل السنة ) أن يكون لها صدى بين الغالبية العظمى من العراقيين الذين خبروا هذه الأساليب العقيمة. هؤلاء لاهم لهم غير تعطيل القوانين التي تمس مصلحة الشعب واتخاذهم فنادق العواصم العربية مقرا دائما لهم وصفتهم الدائمة الصراخ والعويل والزعيق من سنين في الفضائيات الخاضعة لهيمنة أبشع الحكام الدكتاتوريين في المنطقه واليوم يصدر مجموعة منهم بيانا خطابيا صاخبا تتضمن سطوره التناغم مع تصريح هيلاري كلنتون الجديد بأن السنة ( تعرضوا للخيانة ) وهي دعوة واضحة لتكريس الطائفية ، وتقسيم العراق والتناغم معها عملية إلتفاف واضحة لوضع العصي في طريق أية عملية إصلاح قادمة. 

وهناك من يحرق العلم العراقي ويصدر نفط العراق دون الرجوع لحكومة المركز، ويمنع رفع العلم العراقي في المناطق المحررة من داعش، ويتخذ إجراآت كثيرة لاتمت إلى الشراكة بصلة ويطالب بحصته الكاملة من الموازنة بحجة الشراكة. كل هذا يحدث في العراق لمنع أي إصلاح ولكن على رئيس الوزراء ومن معه من الداعين له أن يكونوا أقوى من كل هذه الدعوات المشبوهة لإنهم أقسموا على الإخلاص للشعب والوطن ، وتحملوا المسؤولية الوطنية والأخلاقية في هذا الظرف الخطير لإنقاذ الوطن من الذي فيه خاصة وإن السيد حيدر العبادي عاهد شعبه بأن يمضي في طريق الإصلاح وإن دفع حياته ثمنا لذلك. 

إن هذه الجماهير التي خبرتها سوح النضال تطالب بحقوقها اليوم وهي ليست معادية للحكومة ولا تهدد بإنقلاب، ولا ترفع شعارات ( قادمون يابغداد للقضاء على الحية التي رأسها في طهران وجسمها في العراق وذنبها في لبنان.) وغيرها من الشعارات الطائفية المقيتة التي سمعها الشعب العراقي . لكنها تريد أن ترى ثمرة تضحياتها الجمة بعد هذا الكفاح المرير ضد الإستلاب وإستبداد النظم الدكتاتورية البائدة التي حرمتها من أبسط متطلبات الحياة وقد خيبتم آمالها بإصلاحاتكم التي لاتستحق الذكر ولا تتناسب أبدا مع تضحياتها الهائلة.ولابد من كسبها بالإصلاح المؤثر والفعال لسد الطريق أمام كل ثغرة يستغلها أعداء العراق بعد أن بلغت القلوب الحناجر. ولا يمكن للشعب العراقي أن ينسى دماء الآلاف من شهدائه الذين دفعوا حياتهم ثمنا على مذبح الحرية لعشرات السنين العجاف.

بسم الله الرحمن الرحيم:
ذلِكَ بِأَنَّ للَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.- الأنفال 53. 
جعفر المهاجر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك