عدي الطائي
الثورات التحررية والقيام ضد العبودية، والاستعداد ألا محدود في النهوض، والتصدي للظلم والاضطهاد، والخطوط الواضحة لمشروع الإصلاح، كلها تكون عوامل نجاح، للوصول الى القيم السامية، التي ينطلق من أجلها المصلحون، فيحققوا النصر المبين، ويفلحوا في إنجاز أهداف ثوراتهم.
الثورة الحسينية الكبرى، وشرعيتها السماوية وأهدافها الإصلاحية العظيمة، وما أنتجتها تلك الإنتفاضة البطولية، التي أصبحت فيما بعد، نبراساً ومنطلقاً لجميع بني البشر، جسدها بكل مضامينها وبما تحمل من مقومات ظفر ونصر، على مسرح التضحية وميدان الكرامة، كربلاء الشموخ والعطاء، إنه المصلح الإنساني والثائر الكوني والمنقذ البشري، الحسين بن علي عليهما السلام.
إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، بهذا المنهج وهذه المبادئ انطلقت الصرخة المدوية التي أسقطت عروش الظالمين، وأحيت ذكر منهج السماء، فأعادة الخلائق الى طريق النور والهداية، وحررت الإنسانية من أدران العبودية والطغيان، تلك الصرخة الإنسانية المقدسة، لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد، إنه الإيمان بكل أبعاده ومضامينه، أدى دوره في ميدان التضحية والفداء، رمز الأحرار وحامل لواء الإصلاح الحسين عليه السلام.
لم تكن الثورة الحسينية وليدة ظرف طارئ، ولم يكن توقيتها ارتجالياً أو عاطفياً، أو ناتجة عن انفعالات معينة فعلامات قيامها رسمتها إرادة رب الوجود، وأنبأت بها أملاك السماوات، لتكون طريقاً ومنهجاً يرفض التجبر والطغيان، ويقف بوجه المنكر والفحشاء والبغي، فأصبحت النهضة الحسينية شعاراً ومنهجاً لكل الأحرار في العالم.
23مليون هم زوار قبر الحسين، لتطوف قلوبهم الوالهة حول معشوقهم، بنداء مدوي وهتاف واحد، تصرخ حناجرهم لبيك يا حسين، إن هذه الجموع جاءت معلنةً الولاء والبيعة والنصرة، للمنطلقات الحسينية القويمة ولتلك الثورة المباركة، فتعطي الدماء وتسترخص الأرواح، في طريق ومنهج الحسين عليه السلام.
https://telegram.me/buratha