المقالات

مَنْ كَتَبَ خِطاب المالكي الأخير؟!/ زيدون النبهاني

2779 20:08:10 2015-12-04


زيدون النبهاني
لا نعرف مَن كتبَ خِطاب المالكي بمناسبة الأربعينية؛ إلا أننا نتوجه بعظيم الشكر والعرفان لأنامله، بصراحة قد أدهشنا بهذه المفاجئة، التي جعلتنا نخدش أذاننا بأصابعٍ من حديد، خشية أن يكون ركام خطابات الثماني أعوام أغلقها.
العين تدمع والقلوب تتألم؛ ليسَ لمصاب أهل بيت النبي (صلواته تعالى عليهم) هذه المرة، لأنه حزنٌ لا ينقطع، وأنما؛ لهول المصيبة التي رأيناها، فقد تبين لنا أن المالكي بأستطاعته الإستعانه بشخصٍ سوي؛ لكتابة خطاباته، ترى ماالذي أخره إلى هذه اللحظة؟!
خِطاب المالكي الأخير؛ فيه ما يستوقفنا لقراءته؛ كانَ متسلسلاً وسلساً، ومحدوداً ومحدداً بالحادثة؛ وكانَ قصيراً عميقاً، ركز من خلاله على أهمية الوحدة! والسلام! وإصلاح السياسات السابقة! و! و!
مَن يجد صعوبة في تصديقي؛ عليه أن يراجع السيد "يوتيوب" ليرى الفيديو، لكني لستُ متيقناً مِن سلامته العقلية؛ وهنا أقصد "اليوتيوب" وليس "المالكي"!
أتذكر جيداً؛ نصيحة السيد عمار الحكيم "دام توفيقه" للسيد المالكي، في واحدة من أمسيات الملتقى الثقافي المقامة في مكتبه ببغداد؛ وقتها حرص سماحته على الإدلاء بما معناه: (كلنا نستطيع أن نتحدث بدون ورقة، إلا أننا نكتب محددات الكلام بورقة صغيرة، كي لا نندم على ما نقوله، وهنا أجد ضرورة على البعض، أن يكتبوا ما يريدون بورقة كي لا يخطئوا) !
فترة حكم المالكي، لم نرى منها شيء سوى الصراخ والعويل، كأن الوطن أستأجر بيتاً في سوق الصفافير، هو يصرخ هنا وقبالته السنيد، والفتلاوي وعالية تخصص عويل، وملفات توزع على الصقور، صقور تنعق وتعض، لا تبني ولا تعمر!
ثمانية أعوام كانت كافية؛ كافية لقتل أخر أمل، وصلب أول أرادة، كانت تكفي لشق الوحدة كما شق المالكي أوراق.. قد يكتب فيها خطابه، كانت كافية لتهميش المثقف والعالم والوطني؛ كما همش المالكي من يمكن أن يكتب له خطاباً معتدلاً.
لا بد لهذا الخطاب أن يُسجل في صفحات التأريخ؛ أنه أول خطاب لا يهجم فيه الرئيس! هو أول خطاب لا يخرج فيه الرئيس عن النص! هو الأول في حمله لكلمات الوحدة والألفة والمحبة!
أين كانت هذه الكلمات؟! أم أنك تعرف أنك رفعتها من قاموس العراقيين، لذلك تبعتها بجملتك التي أعتبرها صحوة ضميرك الميت؛ إصلاح السياسات السابقة..!
لا أعرف من كتب لك هذا الخطاب؛ لكنه مثلك لا نبرئه الذمة؛ بقدر جراحاتنا؛ بقطرات الدم وسبايكر والانفجارات وسحب الدخان، بقدر تأخرنا وتخلفنا وزوال نعمتنا؛ لا نبرئه الذمة.
تأخرت كثيراً جناب الكاتب؛ ما تكتبه أصبح من الماضي، لا يفيدنا اليوم بشيء ولا حتى تحفة فنية؛ فسوق التحف لا يستهوي الدم، بالضبط كما يتلعثم رئيسك بقراءة كلماتك الدخيلة على ثقافته.
تأخرت وتأخر فتأخرنا؛ عن دولٍ ولدت بعدنا فأصبحت تسبقنا، نحن في أخر قائمة الوحدة والإصلاح والمودة، لك وله ولصدام ولأصابعنا الشكر؛ لكني أبقى أتسائل بعجب؛ من كتب خطاب المالكي الأخير؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك