رحيم الخالدي
كلما يقترب شهر محرم الحرام حتى يلبسنا الأسود عنوة شئنا أم أبينا، تنقبض الروح وتشتد بنا الأوجاع والبكاء لترجع بنا الى الوراء، ليوم إستشهاد الحسين "عليه السلام" وهذا سِرٌ لا أعرفه! وسأضل أجهله ما دمت حياً !.
النظام السابق كان يخشى هذا الشهر، ويمر عليه كأنه سنين وليس أيام، خشية إتحاد الشعب والثورة والإنقلاب، فترى الإنذار (ج) هذا في أول سطر يتم كتابته قبل مجيء الشهر، وبعد الإنتهاء من الاجتماع المغلق للقيادة؟.
بعد عام 2003 عرفت عن شهر محرم وما يليه، من خلال العاشقين لسيد شباب أهل الجنة، كان الذين يطبخون أو الذين يسيرون على الأقدام قلة قليلة، وتكاد تكون منعدمة أثناء تشديد الرقابة على كل الطرق المؤدية الى كربلاء، بواسطة الرفاق أو رجال الأمن، أما اليوم ومن خلال المسيرات التي فاقت أعدادها كل الأرقام القياسية، وصلت لحد الدول المجاورة تأتي من حدودها الى كربلاء سيراً! وهنا تقف التسميات، هل هو العشق ؟ أم كما يقول الشعراء أن فلان متيم ! أم هو تجديد البيعة، كما يتردد عند بعض الزائرين! أم هو حب آل البيت، أو إختصاص الزيارة بالحسين فقط، واذا كان كذلك! فما دخل السيدة زينب عليها السلام في الأمر؟ وما دخل أُم الحسنين صلوات ربي عليها؟ وما دخل أمير المؤمنين والرسول الأكرم صلوات ربي عليهم أجمعين ؟.
المواكب التي تصطف على كل الطرق المؤدية لكربلاء لا تعد ولا تحصى، والمصاريف التي يتم صرفها تعجز ميزانية الدولة عن تلبيتها، والمشكلة ليست هنا بل في النوع والكم! وبإمكان الزائر أن يأكل ما يريده وما تشتهيه نفسه، وهذا بالطبع لا يوجد الاّ في الجنة! كما ذكره القرآن الكريم في قوله جل شأنه، (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون).
دخلت الى أكثر من موكب وموكب، فلم أجد الجزع أو التعب من الطلبات، التي يتم تلبيتها سريعاً، وإذا لم تكن عنده فيتقدم اليك بعظيم الإعتذار، والأسف لأنه لم يستطع تلبيتها، وأنت تقف حائراً أمام هؤلاء "المجانين بحب الحسين"
لماذا تَعَلّمَ قادةُ الثوراتِ في العالم من "الحسين" مفاهيم الثورة ضد الظلم والتعسف والطغيان! ولم نتعلم نحن العراقيين منه؟ ونحن الأقرب له كما هو إمامنا! فبلدنا اليوم يتم نهبه على يد زمرة متمرسة بالسرقة والفساد، ولا يوجد هنالك من يقف بوجهها! أوليس هذا العدد الهائل الذاهب لزيارة الاربعين، قادر على أن يحاسب هؤلاء؟ ويقلب المعادلة ويتم محاسبة اؤلائك السراق وبالعلن؟ ننتظر الأيام القادمة ولنرى الحزمة الإصلاحية، التي يقودها السيد العبادي، فهل سيضرب بيد من حديد كما يزعم أو هو كسابقه ؟!.
https://telegram.me/buratha