المقالات

وفاة أم إستشهاد أم تنظير مسموم للخلافة؟!/ قيس النجم

2237 19:59:44 2015-12-04


الكاتب: قيس النجم
الدين الإسلامي أنقذ أمة، كانت على شفا جرف هار، بما حملته من جاهلية وثنية، وتعصب قبلي، ووأد للإناث، وعصف من الرذائل، يقوم بها شيوخ القبائل، في إستباحة الأعراض، وإنتهاك للحرمات، مع تميزهم بالفصاحة والبلاغة، فأنزل الخالق عز وجل قرآنه الكريم، بلسان عربي مبين، لقوم من المفترض أنهم يعقلون!
أبواق عجاف، وأفواه ملئت كذباً وخمراً، وعقول إقترفت الظلم والجور بأنواعه، في حق الأبرياء، كل هذا كان على يد شيوخ قريش الجهلاء، الذين ينظرون الى مكة، على أنها تجارة وعمارة، وسقاية، ومكسب مادي زائف، بعيدين كل البعد، عن الإيمان والتوحيد، والكرامة والسيادة، والقيادة المتشحة بالأمان، والعدالة، والسمو.
هذه صفات كانوا يبغضون بها، سادات قريش وأشرافهم، من بني هاشم الموحدين، الذي لم يخالط لحمهم ودمهم، مقدار ذرة من الشرك والكفر والظلم، فهم منبع الكرم، والشجاعة والنجابة، منهم محمد المختار خاتم الأنبياء والمرسلين، صلواته تعالى عليه وعلى أله. 
ولد الهدى، فتبشرت الدنيا بولادة النور الأعظم، ليكون للعالمين رحمة وهادياً، ومبشراً مباركاً، ليزداد شرف بني هاشم، شرفاً وفخراً، على سائر بيوتات قريش، وما أغاضهم في الإختيار الإلهي، ليكون نبي هذه الأمة، ومنقذها.
مهما خططوا له كواسر قريش، للنيل من رسالته، فالباريء عز وجل يجعله هباء منثوراً، فلم تستطع مخيلتهم المريضة، مواجهة فدائي ليلة المنام، الإمام علي (عليه السلام)، عندما أجمعوا أمرهم، على قتل النبي محمد (صلواته تعالى عليه)، ومحو الدين في بداياته العصيبة، وتضييع الدم الشريف بين القبائل، كما أن الأرضة الصغيرة أسقطت أقنعتهم الزائفة، وأذلت أنوفهم، عندما أكلت صحيفة المقاطعة، مع بني هاشم، حين شرودهم في شعب أبي طالب، ولكنهم يمكرون، والله خير الماكرين.
الدعوة الإسلامية، بين صفحات السرية والعلنية، واجهت كثير من المصاعب، من شيوخ النفاق والجريمة والحقد، فمرقوا على الدين حين وفاته، فلم يؤدوا حق نبوته، وينصفوا ميراث أبنته الزهراء، روحه التي بين جنبيه، ولم يعطوه قلماً ودواة، ليثبت إسم الوصي، وولايته الواجبة، بقوله اللهم والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنَ عاداه، أفإن مات إنقلبتم على أعقابكم!
ما شهدته الساحة الإسلامية، من عصيان ديني لأمر النبي، والعمل بخلاف ما أمر، بضرورة التمسك بالكتاب والعترة، حتى يردوا الحوض، هو أنهم باعوا القرآن والإسلام، والعهود والمواثيق، فمَن يعفيهم من وفاة النبي، بما عني منا، بأنه إستشهاد وليس وفاة، لأنه تألم كثيراً وخاب ظنه، في الأمة التي فضلت سقيفة ظالمة.
ختاماً: النظرة المسمومة للخلافة، باتت في إكتساب المُلك وحكم الأمة، في دولة لا إسلامية، تُحكم بالسيف والظلم، دون أن تكون هناك حكومة عدل إلهي، وعد الباري بها المستضعفين، وجعلهم الوارثين، فلأنه سبحانه وتعالى، عليم بذات الصدور، ويعرف خائنة الأنفس الأمارة بالسوء، عليه جعل للمنافقين جولة، وللمتقين صولة، يعز بها الإسلام وأهله، ويذل الكافرين وأهله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك