للكاتب: عمار الجادر
في الطريق إلى كربلاء, كنت أسير وعقلي شارد في اللاوعي العقلي, حيث تتضارب الحسابات العقلية, والمكنونات الديناميكية الحركية, فهي دعوى للتخلي عن العقلانية, والخوض في أمور لم يكتشفها العالم بعد.
عند الحسابات المنطقية, وجغرافيا وجود المسيرة بالتحديد, في بلد متهالك جدا من الناحية الاقتصادية والأمنية, نجد عشرون يوما من المأكل الباذخ, والأمن المنقطع النظير, في ظروف بلد يعشعش أعداء الإنسانية فيه, من دواعش وغيرهم في كل شبر من أرضه, زيارة مليونية بل فاقت العشرين مليون نسمة, جميعهم يسيرون على الأقدام, يا ترى لو تركنا العقل قليلا في المأكل والمشرب والأمن والمنام كيف رجعوا إلى ديارهم؟! وكم من آلية تطلب نقلهم؟!
كل سنة والسعودية تحدد عدد من الحجاج لا يمكن تجاوزه, ونرى الحوادث بين الحجاج وشكواهم من تخلخل الوضع الصحي والخدمي, وهم في أعلى النسب لم يتجاوز الحجاج لديهم الثلاث ملايين نسمة, رغم الفائدة الاقتصادية التي تعود على المملكة, من هدي وذبائح وما إلى ذلك من مناسك تعود بالنفع الاقتصادي للملكة, وهي المملكة السعودية بنت الغرب المدللة, التي لم ترى مثل ويلات العراق ومأساته, وزيارة الأربعين غير محدودة العدد, وليس منها منفعة اقتصادية, بل إننا لو أحصينا الثروة الحيوانية في البلد, سنجد إن هناك تضارب واضح بين الموجود والمصروف.
هناك لطف غيبي بعيد عن الذبذبات العقلية, حطم جميع المعادلات الحسابية, أنطلق إلى البعد المصداقي لنصرة الحق, وهناك أيضا عقول تعفنت من النضر الواعي, وعشعش في جنبات خلاياها العقلية عنكبوت الحقد الأزلي, حقد جيني توارث عبر آلاف السنين, وجهل مركب جدا, حملته بهائم ناطقة, حتى البهائم وجدتها مسارعة للذبح لأجل أطعام زوار الحسين عليه السلام, بينما وجدت بشرا يتفنن في قطع الرؤوس التي احتوت أسم الحسين, و أخراج القلوب التي نبضت باسم مشروع الحسين السامي, حقدا منها على تلك الأعضاء البشرية التي استطاعت أن تحتوي بعفوية ذلك المشروع المحير.
عجزت جميع سبل الغباء من قتل وترويع, عن كبح تلك الثورة السماوية, وما زال عقلهم المتحجر يطاردنا, حتى جندوا من هم على شاكلتهم من متحجرين يدعون تشيعهم, ليطاردوا مناسك أتت بالمحبة والتسالم, بل فاقت البقع الجغرافية, فأصبحت منهاج الوحدة من شتى الدول, جميعهم يتجه نحو قبلة واحدة, ويحملون نفس المناسك التي تدعو للتراحم, فجندوا أبواق ناعقة تدعي محبتها للمذهب, ونصبت أنفسها لتدافع عن مشروع هم أبعد ما يكون عنه, كما فعلت بنو العباس يطالبون بثأر الحسين عليه السلام ويقتلون أبنائه.
نساؤنا ليست بأطهر من نساء الرسول الأكرم صلواته تعالى عليه وعلى اله, و أطفالنا ليست أكرم من أطفالهم, إما ذلك المال الذي يصرف فليس من جيوبكم ولا جيوبنا, انه بعين القائم المنتظر, وجده الحسن عليه السلام كريم الأمة قبلا وبعد, فهذا كرمنا, ولا تجهدوا أنفسكم بالخوف على نسائنا, فنحن نكفلهن ولديهن كفيل, لا ترونه ولكننا نراه, هو غائب عنكم ولكنه حاضر فينا, هو خائف من تلك العمائم التي جندت أنفسها لعقل الشيطان, ولكنه حاضر في خافق وكيله وكل من تبع وكيله بالحق, ثورة الحسين عليه السلام وجدت رجالها, لذلك هي تتضاعف حتى تهلك تلك العقول العفنة.
ختاما نقول: وفروا جهدكم فسحابكم شتته أشعة الحقيقة, وسنرى قرص الحقيقة واضح عما قريب, ونوصيكم بأن تقتنوا نظارات شمسية غامقة, لكي توهموا أنفسكم بأن العقول لا زالت بظلامكم.
https://telegram.me/buratha