المقالات

مسير الأربعين ألطاف غيبية / عمار الجادر

1832 17:05:54 2015-12-03


للكاتب: عمار الجادر
في الطريق إلى كربلاء, كنت أسير وعقلي شارد في اللاوعي العقلي, حيث تتضارب الحسابات العقلية, والمكنونات الديناميكية الحركية, فهي دعوى للتخلي عن العقلانية, والخوض في أمور لم يكتشفها العالم بعد.
عند الحسابات المنطقية, وجغرافيا وجود المسيرة بالتحديد, في بلد متهالك جدا من الناحية الاقتصادية والأمنية, نجد عشرون يوما من المأكل الباذخ, والأمن المنقطع النظير, في ظروف بلد يعشعش أعداء الإنسانية فيه, من دواعش وغيرهم في كل شبر من أرضه, زيارة مليونية بل فاقت العشرين مليون نسمة, جميعهم يسيرون على الأقدام, يا ترى لو تركنا العقل قليلا في المأكل والمشرب والأمن والمنام كيف رجعوا إلى ديارهم؟! وكم من آلية تطلب نقلهم؟! 
كل سنة والسعودية تحدد عدد من الحجاج لا يمكن تجاوزه, ونرى الحوادث بين الحجاج وشكواهم من تخلخل الوضع الصحي والخدمي, وهم في أعلى النسب لم يتجاوز الحجاج لديهم الثلاث ملايين نسمة, رغم الفائدة الاقتصادية التي تعود على المملكة, من هدي وذبائح وما إلى ذلك من مناسك تعود بالنفع الاقتصادي للملكة, وهي المملكة السعودية بنت الغرب المدللة, التي لم ترى مثل ويلات العراق ومأساته, وزيارة الأربعين غير محدودة العدد, وليس منها منفعة اقتصادية, بل إننا لو أحصينا الثروة الحيوانية في البلد, سنجد إن هناك تضارب واضح بين الموجود والمصروف.
هناك لطف غيبي بعيد عن الذبذبات العقلية, حطم جميع المعادلات الحسابية, أنطلق إلى البعد المصداقي لنصرة الحق, وهناك أيضا عقول تعفنت من النضر الواعي, وعشعش في جنبات خلاياها العقلية عنكبوت الحقد الأزلي, حقد جيني توارث عبر آلاف السنين, وجهل مركب جدا, حملته بهائم ناطقة, حتى البهائم وجدتها مسارعة للذبح لأجل أطعام زوار الحسين عليه السلام, بينما وجدت بشرا يتفنن في قطع الرؤوس التي احتوت أسم الحسين, و أخراج القلوب التي نبضت باسم مشروع الحسين السامي, حقدا منها على تلك الأعضاء البشرية التي استطاعت أن تحتوي بعفوية ذلك المشروع المحير.
عجزت جميع سبل الغباء من قتل وترويع, عن كبح تلك الثورة السماوية, وما زال عقلهم المتحجر يطاردنا, حتى جندوا من هم على شاكلتهم من متحجرين يدعون تشيعهم, ليطاردوا مناسك أتت بالمحبة والتسالم, بل فاقت البقع الجغرافية, فأصبحت منهاج الوحدة من شتى الدول, جميعهم يتجه نحو قبلة واحدة, ويحملون نفس المناسك التي تدعو للتراحم, فجندوا أبواق ناعقة تدعي محبتها للمذهب, ونصبت أنفسها لتدافع عن مشروع هم أبعد ما يكون عنه, كما فعلت بنو العباس يطالبون بثأر الحسين عليه السلام ويقتلون أبنائه.
نساؤنا ليست بأطهر من نساء الرسول الأكرم صلواته تعالى عليه وعلى اله, و أطفالنا ليست أكرم من أطفالهم, إما ذلك المال الذي يصرف فليس من جيوبكم ولا جيوبنا, انه بعين القائم المنتظر, وجده الحسن عليه السلام كريم الأمة قبلا وبعد, فهذا كرمنا, ولا تجهدوا أنفسكم بالخوف على نسائنا, فنحن نكفلهن ولديهن كفيل, لا ترونه ولكننا نراه, هو غائب عنكم ولكنه حاضر فينا, هو خائف من تلك العمائم التي جندت أنفسها لعقل الشيطان, ولكنه حاضر في خافق وكيله وكل من تبع وكيله بالحق, ثورة الحسين عليه السلام وجدت رجالها, لذلك هي تتضاعف حتى تهلك تلك العقول العفنة.
ختاما نقول: وفروا جهدكم فسحابكم شتته أشعة الحقيقة, وسنرى قرص الحقيقة واضح عما قريب, ونوصيكم بأن تقتنوا نظارات شمسية غامقة, لكي توهموا أنفسكم بأن العقول لا زالت بظلامكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك