المقالات

جنون مليوني يلتهم المعاني بألفاظها!/ قيس النجم

1514 09:07:51 2015-12-03


الكاتب: قيس النجم
ساعات تحت الشمس المحرقة، أو لحظات أجواء ممطرة، فالأمر سيان، لا مكان للتعب بيننا، فجميعنا خدام، ونتشرف بخدمة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، دولة عدل إلهي، تقام في العشرين من صفر على أرض كربلاء، قائدها يستقبل ضيوفه، على مدى مئات الكيلو مترات، يأتون من كل فج عميق، والشعب فيها يعيش على درجة واحدة، من الكرامة، والرقي، والبطولة، والضيافة، فكلهم ينادون: لبيك يا حسين! 
ملايين في هذا التجمع الكربلائي الملائكي، يقيمون العزاء، وينشدون الدعاء، توسلاً في فرج صاحب العصر والزمان، الحجة المنتظر، قائم آل محمد، حاملاً رايات يا لثارات الحسين، في حالة من العشق الخالد، صوب الروح المقدسة، التي تخلد بين ثنايا تراب نينوى، ليطمئن الضمير العملاق، عند هذه الجموع الغفيرة العاشقة، المتعطشة لقيام دولة اليوم الموعود، رغم المخاطرة والتحدي، فالجهود والدماء، والأرواح والنفوس، تبذل كلها من أجل الحسين! 
قانون رباني، ونظام إلهي، يسير دولة الأربعين، دون أن يتكلموا كثيراً، أو يتظاهروا، فكل شيء يحتاجونه موجود، في هذه الدولة العادلة، والجماهير تأكل خبزها بكرامة، وليس هناك مثقال ذرة، من الشر أو الظلم، يوجه لهؤلاء الزائرين، والعمل سائر بينهم بأحكام سماوية، على مر العصور والدهور، أصحاب رسالة سمحاء، إنتصر فيها الدم على السيف، في معركة خالدة، وبيع عظيم، حيث لا يمتلكون إلا أنفسهم، فداءً للحسين! 
عند الحديث عن التجمع المليوني المقدس، لدولة الحسين عليه السلام، في أربعينيته الغراء، نشاهد المعاني تلتهم بعضها بعضاً، وهي في حالة سبق، وسباق، وتسابق من أجل الوصول، الى القباب الذهبية المشرفة، دون قانون ينظم مسير الأقدام، لأن القلوب تقوم بمهمة هذا التنظيم العقائدي، فلا سمعنا بقدم تئن من التعب، فالأصابع تتلقفها قبل التوقف، وتمرغها بالراحة طلباً، للسير بالمزيد من الخطوات، لزيارة أولاد الحسين، وأنصار الحسين! 
سرٌ وُجِدَ قبل الميلاد، وأي ميلاد يسبق وجود، سفينة النجاة المكتوبة، على ساق العرش، فعمق الولادة يعكس، هذه المسيرة المتدفقة بالدماء والدموع، في بقعة مباركة، أضفى عليها الخالق عز وجل، شرعية وقدسية من القربان الذبيح، الذي حفظت حروفه، في اللوح المحفوظ، فكانت مسيرة الآية (كهعيص)، رموزاً تأريخية خالدة، ولم تكن مجرد قصة، في زمن الإسلام، بل إنها ملحمة عالمية، دَوّنَ سطورها الزاحفون، نحو كربلاء الحسين! 
ختاماً: الحرية التي تعلمناها من كربلاء، زادتنا قوة وإصراراً، على أن العقيدة المتشحة بالكرامة، والإصلاح والتصدي، للظالمين والطغاة، هي الحلول الصحيحة لحفظ الدين، وتثبيت تعاليمه، وما هذه المسيرات المليونية الهادرة، إلا ضربات قاتلة بوجه الإرهاب والتطرف، لأن مبادئ الإسلام، حفظت بدماء أهل البيت (عليهم السلام)، فالإنسانية لا يمكن أن تعطى على جرعات، لأن الأخلاق الإنسانية، التي تعاملت بها ثورة الطف، كلها تكورت وإكتملت، في روح الحسين!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك