النظام السياسي في العراق، والمؤسسة التي بنيت عليها أركان الدولة الجديدة، والتجربة الديمقراطية الوليدة، في بلدٍ هرم خلف قضبان الدكتاتورية، لأكثر من ثلاث عقود عجاف، وأسباب أُخرى ترتبط بشكل مباشر بالطبيعة الذاتية للفرد العراقي، والأعراف الإجتماعية المتوارثة، أسهمت بشكل ملموس على حالة التشخيص، واختيار رجال الدولة الممثلين للإرادة الجماهيرية، وإيصالهم تحت قبة البرلمان.
بغالبية أعضاءه ال 328 وبمختلف توجهاتهم وآيدلوجياتهم، إلا قليل منهم، أضحى البرلمان العراقي مسرحاً للخلافات والتقاطعات السياسية، تتحكم به الرغبات والطموحات السلطوية والفئوية الضيقة، ومحاولة بعضهم ممن يطلقون على أنفسهم رئساء الكتل والأحزاب، بالقفز على القانون والدستور والتسلق للسلطة والحكم، حيلة وسرقة، في مخطط لتكريس الدكتاتورية المقيتة، ألتي عانى منها أبناء الشعب العراقي طويلاً.
كاظم الصيادي شخصية غير متزنة، يمتاز بأساليبه اللفظية النابية، ينتمي الرجل لقبيلة أخرى غير التي يسمي بها نفسه، مما يعني أنه خرج من نسب ودخل بآخر! ، في أول ظهور له كان بصفوف التيار الصدري، وبعد فضيحة أخلاقية تم طرده وعزله بأمر من قيادة التيار، فتسكع على أبواب الكتل يستجدي لنفسه مكان بينهم، إلا إنه لم يفلح بذلك.
قبل إنتخابات 2014 ظهر الصيادي كداعم متحمس للولاية الثالثة، ولساناً سليطاً يستهدف الرموز الوطنية المخلصة، وأصبح بعد ذلك مرشحاً في قائمة نوري المالكي، إلى نائب عن إئتلاف دولة القانون بالدورة الحاليّة.
سابقة خطيرة وتصرف غير مسؤول، تتجلى عنه صورةً مربكة تهدد النظام السياسي برمته، في ممارسة مشوهة تعطي إنطباعاً عن التسافل بالمستوى والمجانة بالأسلوب لدى بعضهم، من الذين يحسبون على رجالات الدولة، فيعبرون ومن خلال تبنيهم لبعض الأساليب الهابطة، بأنهم وجهاً مشابهاً للإرهاب والكفر.
بطريقة الإغيالات وزهق الأرواح، وعصابات القتل الإجرامية، وبإيقاعات تتناغم بشكل أو بآخر مع الفكر العفلقي، جرد سلاحه المحشو بالرصاص الحي، ليتوجه به لأحد رموز السياسة في البلد، الصيادي اللصيق يفشل في محاولة اغتيال بليغ ابوكلل، الناطق بأسم إتلاف المواطن، ليكون بهذا الإجراء وجهاً واضحاً للإرهاب الداعشي، وأحد مصاديق البعث الصدامي المقيت.
https://telegram.me/buratha