التسميات الطائفية في العراق لها سوق رائج وأتباع ومريدين أكثر من اي بضاعة او منهج او مشروع،ومن الخطأ البحث عن الغطاء الوطني او التحدث عنه في الوقت الراهن لان إفرازات من يسلك سبيل الوطن تكون الخسارة والخيبة في حسابات الأصوات وصندوق الانتخابات.
قوائم كثيرة وشخصيات أكثر حاولوا ان يعبروا إلى ضفة الوطن الكبيرة من ضفة الطائفية الضيقة إلا ان مسعاهم لم يساعدهم في الاستمرارية بعد ان ضاع صوتهم وجهدهم بين أصوات الطائفة والجماعة والأنا ،فتوقف البحث عن الوطن بعد ان تحول إلى أجزاء ومساحات صغيرة.
وحتى مع التسميات المغلفة بأسماء وطنية والتي تعج بها الساحة السياسية الا ان لكل تسمية صبغة طائفية مرادفة توسم بها فإذا قلت التحالف الوطني فان الاسم الطائفي المرادف هو تحالف شيعي وان قلت اتحاد القوى فمؤكد انه تحالف السنة اما التحالف الكردستاني فلا يحتاج الى فلسفة او تعريف كونه يختص بالكرد ومسعود.
ومع ان الأسماء السياسية قبل ألان كانت تختبئ من الطائفة خلف تسميات وطنية خجلا وحياءا الا ان الحال وبعد دخول داعش تغير الى الاسوء بعد ان تسيد المفهوم الطائفي على المفهوم الوطني فالكرد يقضمون كل ما وقعت سلطتهم عليه لتوسعة الدولة الكردية... والسنة يتصارخون على مدنهم وقراهم المستباحة من داعش والإرهاب دون ان يصلوا الى رؤية واحدة للشراكة مع الأخر تعيد مدنهم وسكانها المبعثرين بين الوطن وخارجه بعد تطهيرها من الإرهاب.اما الشيعة فهم الاسوء بعد ان فشلوا في الإدارة وفي إقناع الخصوم على حساب متبنياتهم وجمهورهم وحقوقه المسلوبة من قبل الاخرين.
ان أسوء ما يميز ممثلي المكون السني هو انهم لا يبحثون عن الوطن مثلما يبحثون على السلطة بدليل سكوتهم وصمتهم عن استهتار الكرد ومسعود طمعا بالوقوف الى جانبهم ضد الأغلبية الشيعية حتى مع التضحية بالأرض والعرض لان الكرد ومسعود لا عهد ولا ذمة لهم.
ان ممثلي المكون السني توصلوا إلى قناعات مفادها ان العودة الى حكم العراق امر أشبه بالمستحيل ان لم يكن المستحيل بعينه لهذا لجئوا الى الخطة باء القائمة على التجزئة والتقطيع والقول بالجزء بدل الكل هذا أولا وثانيا لضمان الاستمرار بالسلطة وتصدر المشهد السني في المرحلة القادم بسبب وجود تحديات من شخصيات وعشائر منافسة وثالثا وهو المهم هو الاستفادة من قرار مجلس الأمن القائل والمرخص لتدويل المناطق العراقية المحتلة من قبل داعش وهذا هو السبب الأساس وليس كما يشاع من ان التنسيقية انما جاءت لتوحيد الخطاب والتفاوض مع الأطراف الأخرى.
ان التنافس على السلطة وتقاطع مصالح الدول المتعهدة بحماية المصالح السنية في العراق جعل النخب السياسية الممثلة للمكون يسارعون الى لملمة أشلائهم والدخول المباشر على خط العالم الراغب بشريك سني حقيقي من اجل تسليمه سلطة الإقليم المستقبلي وعدم فسح المجال للمتوثبين في اربيل ودبي وعمان للالتفاف والتهام كعكة اقليم السنة الموعود.
ان تنسيقية السنة على استعداد لعمل ما مطلوب منها من اجل امساك معصم الاقليم الموعود ،لكن اين هو الاقليم ومن سيحكمون،ومن سيرضى بحفنة من المهرجين والفاسدين.
https://telegram.me/buratha