المقالات

الأربعين حيث يجلس التأريخ على أرصفة الزائرين! / امل الياسري

1896 19:04:51 2015-11-28


الكاتبة: أمل الياسري
حوار كربلائي، إستشهادي طاهر، ممتع وعميق، وجائزة عظيمة، منحها أهل بيت النبوة، لأرض نينوى في طفها الملحمي، حيث أن الضياء الثاقب، الذي ينبعث من هذا القربان العطشان، كان وسيظل ساطعاً وخالداً، لدرجة أن الظلام، لم ولا ولن يكون بإستطاعته، أن يتغلب عليه، لأن كل قطرة دم، كتبها سبط المصطفى صلواته تعالى عليهما، كانت معجماً للكرامة، والحرية، والعدالة، دلت على قيمة الإنسان!
أبطال كربلاء صنعوا أمجاداً لا تضاهى، تناغمت مع مبادئ الأرض والسماء، لذلك فإن إختيار الكلام، عن الإمام الحسين أصعب من تأليفه، كما قال إبن عبد ربه، في كتابه العقد الفريد، فالشهيد المبدع إبن العصور كلها، فهو دماء تتجدد يوماً بعد أخر، ولا تنطفئ حرارته أبداًن في مواعيد السبات، ليس لأن مواسمه، تعني البكاء والنحيب فحسب، بل لأن كلماته، تؤمن الكرامة للإنسان! 
روائح الخيول، وصليل السيوف، لم ترهب أسود الغاضرية قط، لأن هناك عبق مقدس، يستحق أن يقدموا أنفسهم قرابين، للحرية الحمراء، من أجل إصلاح الأمة، وتثبيت أحكام الدين، أيام المنابر المنافقة المستبدة، التي أسست بنيانها على السب والشتم، والأفكار المنحرفة، والبدع والضلالة، لحكم بني أمية، لكن هذه اللوحة المشوهة للإسلام، لم تكن ترضي الحسين عليه السلام، فأنبرى من أجل حفظ الدين والإنسان! 
واقعة موقعة، أو حرب مأثرة، أو معركة ملحمة، لا تعني تأريخاً من الدمار، والدخان، والعطش فقط، إنها أسطورة عنقاء، وراية شماء، تحمل كل معاني الإيثار والتحدي، ومنع للماء، وسبي للنساء، وجروح بني هاشم، التي تسعى بين الصفا والمروة، لتروي للعالم قصة الطف، الذي من المستحيل أن ندمل ألمه، الى يوم القيامة، لأن الإمام الحسين جسد نبيل، ذو إيقاع خاص عند الإنسان! 
مسيرة الأربعين الخالدة، التي إنطلقت فيها ملايين، من عشاق الحسين عليه السلام، يبدو فيها القلم متحيراً، في إختيار وصف كافٍ ووافٍ، حول هذه الجموع الزاحفة، صوب كعبة الأحرار، فقد خلقوا لأنفسهم عالماً نقياً، ولوحة لا توصف، فالتأريخ يجلس على أرصفة الزائرين، عاجزاً بعناوينه الخجولة، لكي يتخلص من الألم والعشق، الذي لا يفهمه عندهم، ولا يوجد عند الاخرين، فبماذا يختلف هذا الإنسان؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك