تركيا لم تسقط الطائرة الروسية باجتهادها إنما بتوجيه من الناتو ومن أمريكا وإسرائيل وربما من السعودية باعتبارها تابع مهم ومؤثر في اتخاذ القرارات وفي تنفيذها وفي تحريك الخيوط من خلف الستار.
تداعيات إسقاط الطائرة الروسية لا زالت في ساعاتها الأولى والمفارقة الغريبة ان تركيا هي من تهدد وتزبد وترعد وكان الطائرة والطيارين من رعاياها وليس من الروس وكان تركيا هي من تقود وليس تقاد.
روسيا لم تستعجل التهديد ولم تعلن للملا ما يمكن ان تقوم به للرد على اعتداءات أنقرة مع تأكيدها على حقها في الرد وعلى ان طائراتها لم تخترق المجال الجوي التركي ،تاركة الجميع امام احتمالات وفرضيات ربما سيتحقق الاسوء منها وهو الحرب العالمية ولا غير الحرب. ولو افترضنا جدلا هو ان روسيا اخترقت الأجواء التركية فهل ان هذا الاختراق مسوغ لان تقوم تركيا بإعلان الحرب على دولة قوية وتقوم بإسقاط إحدى طائراتها ومن ثم تتسبب بمقتل طياريها بالقتل المتعمد مع سبق الإجرام والترصد.
الطائرة الرسية كشفت للعالم وجه تركيا الداعشي الحقيقي الاخواني القبيح وجعلته ينقسم الى قطبين قطب مع داعش وتركيا وقطب بالضد منهم والغريب ان كل الذين يقفون الى جانب تركيا هم اما مع التحالف الدولي الوهمي الذي تقوده أمريكا او شركاء حقيقيين في ضرب داعش بعد أحداث باريس.
ان إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك في الأجواء السورية اعتداءا سافر وحرب علنية وتحدي للدب الروسي لانه كشف أوراق لعبة داعش ودور تركيا وأمريكا ودول الخليج في وجود التنظيمات الإرهابية وفي استمراريتها وفي تمويلها والاستفادة من وجودها. اللعبة أصبحت مكشوفة بين من يقف مع داعش وبين من يقف بالضد منها وليس واضحا ما يمكن ان تفرزه الساعات والأيام المقبلة.
ان موقف روسيا من الارهاب ومن داعش ودخوله على خط المواجهة مباشرتا وتنسيقه مع ايران وسوريا والعراق وكشفه انتهازية التحالف الدولي وخداعه اربك لعبة الموت والمصالح بين داعش وحلفائها في المنطقة والعالم.
السؤال المهم هو هل ان تركيا قادرة على الوقوف بوجه روسيا وهل ان الثمن الذي يحصل عليه الاتراك لدعمهم داعش يستحق المجازفة..اعتقد ان الاجابة نعم لان السيناريو المرسوم للمنطقة غير مسموح لاحد التلاعب بخطوطه حتى لو كانت روسيا.
https://telegram.me/buratha