استيقظ العالم فجأة على أحداث فرنسا وكأنه كان يعيش في سبات عميق رغم حجم المجازر والكوارث التي تشهدها مناطق عديدة في العالم بسبب الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية الممولة والمسنودة من قبل دول معروفة والتي تتسبب يوميا بمقتل المئات من الأبرياء الذين لا يختلفون عن الفرنسيين الا في الشكل واللغة.
الإعمال الإرهابية التي وقعت في فرنسا مثلت فرصة سانحة للعالم لو كان جادا لان يتخلص من غبائه وتخاذله ويتوقف عن دعمه لمثل هكذا تنظيمات ارهابية لان استمرار دعم وتسليح وإيواء هذه التنظيمات لا يمنح الاستقرار ولا يخرج شعوبا وأوطانا مستقرة وواعية.
ان فرنسا شربت من كاس عهرها ومجونها بسبب دعمها للمجاميع الإرهابية في سوريا وبسبب تغاضيها عن تجنيد وتأسيس الشبكات الإرهابية والمرتزقة ممن يلتحقون بداعش في سوريا والعراق،وكم كانت صحوة الضمير العالمي ستكون رائعة لو ان موجة الإرهاب الداعشي ضربت تركيا وأوربا وأمريكا تحديدا لان هذه الدول شريكة حقيقية في صناعة وتسويق وتمويل داعش.ولست بصدد ذكر دويلة قطر ودورها الإجرامي الكبير والذي يفوق حجمها وقدرها فلأنها ورم مؤقت اما ان ينفجر او يذبل ويعود الى حجمه الطبيعي مهما طال الزمن.
الأمر الأكثر غرابة ليس في تمويل وتسويق الوحوش البشرية المنتمين لداعش من قبل الدول أعلاه بل في تغاضي العالم عن البلد المسؤول عن الفكر الإرهابي المتطرف والذي يمول العالم بين فترة وأخرى باسوء النسخ الدموية منزوعة العقل والفكر.
ان مملكة آل سعود هي المفقس الأساس للفكر المنحرف بسبب تبنيها لمنهج بن تيمية المنحرف البعيد كل البعد عن منهج الإسلام المحمدي الأصيل مستمدة وجودها وبقائها من إجرامه ودمويته ولهذا فان الإرهاب وال سعود وجهان لمنهج تكفيري واحد.
ان انتهازية العالم لن توقفها الدماء الزرقاء التي سفكت في باريس رغم الصراخ والعويل والتعاطف من جميع دول العالم لأنه فقد شرفه أمام نزواته وأمام سياساته الدموية التي لا تختلف كثيرا عن منهج الدواعش الأراذل.
آن سياسة ردات الفعل التي يسير العالم في ضوئها لا تخلق عالما نزيها محترما خاليا من الخوف والقتل والدمار،بل يعيد استنساخ تجارب الفشل والقتل والترويع بمواصفات تتناسب وطبيعة المرحلة.
كان على العالم وأصحاب القرار ان يكونوا أكثر جرأة وأكثر حيادية وشعور بالمسؤولية لو انهم شخصوا الخلل ومواطن الإجرام وأعلنوا عن واد مملكة آل سعود وقرروا اقتلاع الفكر الوهابي المتطرف،البعيد كل البعد عن الإسلام ومنهجه السامي الإنساني.
لن يتشرف العالم بالقضاء على داعش لأنه لو كان شريفا لاقتلع جذور تنظيم القاعدة ولأراح العالم من مولودها القذر ومن امتداداتها ،وحتى تقزيم داعش مستقبلا لا يجعل العالم أكثر هدوءا بل يجعله أكثر جنونا لان ال سعود وأمريكا ومن يقف الى جانبهم سيجدون السبيل والطريق الى إنتاج مولود كسيح أخر لا يختلف في النشأة والتكوين عن القاعدة وداعش لكنه سيكون أكثر دموية.
لو قسمت مشاكل العالم بالتساوي على جميع الدول لما اختلفت دماء الفرنسيين عن دماء العراقيين والسوريين ،لكن انتماء ال سعود الى العرب جعل دمائهم رخيصة الى حد الابتذال.
https://telegram.me/buratha