ويتساءل كل مراقب محايد لماذا يصدر الغرب كل هذه الأسلحة المتطورة وبهذه الكميات الضخمة إلى أنظمة ظلامية تكبت الحريات العامة وتدعم الإرهاب في السر والعلن.؟ ولا يطلب منها وضع حد لدعمها لهذا الإرهاب الذي سيحرق الأخضر واليابس ، ويعرف هولاند إن 2000 فرنسي وأكثر من 500 بريطاني وغيرهم من دول أوربا قد دخلوا سوريا والعراق عن طريق المخابرات التركية إلى سوريا ويعلم الغرب ومخابراته إن الكثير من هذه الأسلحة تذهب إلى داعش وأخواتها كجيش الإسلام وجيش الفتح وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها والتي تنهج النهج الوهابي التكفيري الذي لايؤمن بالآخر وإن تصارعت فيما بينها صراعا دمويا بين فترة وأخرى على مناطق النفوذ.؟ وهل من المنطقي أو المعقول أن ينشر هؤلاء الديمقراطية في سوريا.؟
إن النظام السعودي يقوم بلعبة مزدوجة قذرة فهو يذرف دموع التماسيح على ضحايا الإرهاب في الخارج وآخرها تفجيرات باريس الدموية ويقوم في الوقت ذاته بتمويل قوى الإرهاب في سوريا والعراق بالمال والسلاح بحجة (الجهاد) ) لإنقاذ أهل السنة كما يدعي تزامنا مع شن أعلامه الهجمات الهستيرية على الأنظمة التي لاتسير في ركابه. وقد وصلت حروبه إلى محاولة غلق أية فضائية تحارب الإرهاب كما فعل مع فضائيات عديدة وآخرها فضائية الميادين. وجن جنون قادته وإعلامه السائر في فلكه حين بدأت روسيا بشن حربها الحقيقية الفعالة ضد قوى الإرهاب في سوريا . فهذا النظام الذي امتلك ناصية الإعلام في المنطقة العربية تحاول إمبراطوريات إعلامه بكل الأساليب اللاأخلاقية تغييب عقل المواطن العربي ، وتغيير وجهة الصراع بين الأمة العربية والعدو الصهيوني الذي أنتهك حقوق الشعب الفلسطيني إنتهاكا صارخا بالقتل والسجون ومصادرة الأرض إلى صراع عربي فارسي. ويسمع المواطن العربي يوميا أطنانا من الأكاذيب والأضاليل وهي تنطلق من أفواه عملاء النظام السعودي الداعم للإرهاب مثل (إن جبهة النصرة أعلنت إنفصالها عن القاعدة وتحولت إلى فصيل مقاوم للنظام السوري ) ، و(الملك سلمان هو اليوم رمز الشموخ العربي )و( النهضة العربية بدأت من عاصفة الحزم) (وعاصفة الحزم أعادت للعرب ثقتهم بأنفسهم )و(لابد من التنسيق مع تركيا شمالا والأردن جنوبا للوقوف بوجه الهلال الشيعي والمشروع الصفوي الفارسي ) ( ومن المعيب علينا أن لانتدخل في سوريا لإنقاذ الشعب السوري !!!) كل هذه الجمل وغيرها الكثير تنطلق يوميا من أفواه هؤلاء العملاء الذين تكشفت عوراتهم تماما.
وبات المواطن العربي الواعي المحصن ضد ضلالات إعلام الردة والسقوط يدرك كيف فتح ملك هذه المملكة وأمير قطر والتابعين الآخرين خزائنهم لدعم قوى الإرهاب التكفيرية في سوريا والعراق، وكيف إن عادل الجبير وزير خارجية حكام آل سعود قد جعل من نفسه ناطقا باسم الشعب السوري وأخذ يطلق تصريحاته الحربية الوقحة في جنيف والداعية إلى إسقاط النظام في سوريا بالقوة العسكرية إذا لم يستطع عملاء النظام السعودي إسقاطه. بعد أن أجهز سادته في الرياض بكل خسة ووضاعة وجبن منذ ثمانية أشهر بأحدث الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على شعب اليمن فقتلوا آلاف المدنيين ، ودمروا البنية التحتية لهذا البلد ، فانتعشت القاعدة وقوت شوكتها بعد أن شاركت في القتال مع مرتزقة خائن شعبه الهارب عبد ربه منصور هادي. كل هذا يحدث وما يسمى بالرأي العام العالمي أو العالم الحر صامت صمت أبو الهول لابل هو مشارك في العدوان على هذا الشعب بحجة القضاء على (الإنقلاب الحوثي ) وإرجاع الشرعية إلى اليمن بشخص رئيسه العميل المتحالف مع القاعدة.
إن مايرتكبه الإرهابيون في سوريا منذ خمس سنوات وما حدث للطائرة الروسية المنكوبة ومن عمل إرهابي دموي في الضاحية الجنوبية لبيروت ومن هجمات إرهابية دموية في باريس كانت الأبشع والأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية كله جرس إنذار لدول العالم بأن الحريق الأشمل والأخطر قادم مالم تتكون جبهة عالمية فعالة لشن جرب حقيقية لاهوادة فيها على الإرهاب وتجفيف منابعه ومنع أية دولة من شراء البترول من داعش وإيقاف تدفق الصفقات الهائلة من الأسلحة، ومنع الإرهابيين من التسلل إلى سوريا والعراق عبر الأراضي التركية وهذا ماطالب به الرئيس الروسي بوتين في قمة العشرين وقال بالحرف الواحد (إن المنظمات الإرهابية إبتداء من داعش إلى آخر القائمة تتلقى الدعم من 40 دولة بضمنها دول مشاركة في مؤتمر العشرين.) وسيتسع الحريق أكثر فأكثر طالما ظل الغرب يدعم هذه الأنظمة الإستبدادية الداعمة للإرهاب. فهل تتعظ دول الغرب من ذلك أم ستستمر في سياساتها الخاطئة المبنية على المصالح المادية فقط.؟
https://telegram.me/buratha