قال الشاعر قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، المكنى بأبو يزيد، المتوفي عام 620 م: وبَعضُ خَلاَئِقِ الأقوامِ دَاءٌ - كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ.
جيران جُبِلوا على الحقد والنفاق معاً؛ فأضحوا كسلاح مزدوج يهدم كل فعل للخير! لقد جُبلت أخلاقهم على ذلك, حيث أصبح من العسير أن ينسلخوا منها, فهم يشعرون أن وجودهم في البقاء.
إنها أمراض نشروها بين آخرين, عن طريق فكر الشذوذ الانساني, فالجار حتى في الجاهلية له حقوق, ناهيك عما أوصى بهِ الإسلام, بعض المرضى يتصفون بالحسد للأصحاء, فيتمنون المرض للجميع, مهما تكن العلاقة بينهما!. وطننا العراق وشعبه, أبتلي عبر الزمن بأعداء كثر, يُعتبرون من المقربين! وينقسمون لفئتين, أحداهما وهي الأقرب, قادتها يَدَّعون العروبة والإسلام, بل ويزعمون انهم حُماة الدين! والأخرى تربطنا معهم روابط الانسانية والدين.
مملكة يُطلقُ عليها السعودية, والتي كانت تسمى أرض الجزيرة, أصبحت بفضل الاستعمار البريطاني, عِشاً مفرخاً لحركة سياسية, إتخذت من الدين غطاءً لها, تنفيذاً لإرادة أعداء الإسلام, لينتشر في أرجائها مرض الحقد, على الدين الحنيف, الذي أنهى حقبة سوداء, حيث التاريخ النتن, لذلك المجتمع الذي كان يتصف, بغزو بين القبائل المنتشرة هنا وهناك, بالسلب والنهب والسبي.
جارٌ آخر يرى من أنه الأحق بحكم المنطقة؛ وإلا فإثارة الفِتن هو الحَلُّ الأمثل, لدفع الخطر عنه! ذلك الجارُ هو دولة تركيا عثمانية الفِكر, ألتي تؤمن أن حدودها تصل إلى منطقة الدبس, القريبة من قضاء بيجي وكركوك, وصولاً للحدود العراقية التركية, والسبب يرجع بذلك, إلى ان وقف إطلاق النار, في الحرب العالمية الأولى, قد دخل حَيِّز التنفيذ, وجيش الإمبراطورية تعرض للإجتياح, من قبل الجيش البريطاني بعد ذلك, متناسين إحتلالهم وعدم احقيتهم بأرضه.
بعد سقوط الصنم, وضعف القوة العسكرية, واستلام زمام امور الحكم في العراق, بأغلبية معارضة لهم بالعقائد, طهرت على السطح, آثار مرض الحقد والثأر الأموي, لتنتقم من العراق وشعبه, فاخذ آل سعود ومن تبعها, بتصدير فكر الإرهاب, وسخروا لذلك الأموال الطائلة, وإرسال جراثيم مرضهم, للقيام بعملياتٍ طالت كل مُقدس, وأولها هَدرُ دم من يقف النظام لجديد, ولا عجب أن نجد من بين صفوف أهل البلد, إسناداً للفكر الضال, لتضرر مصالحهم بعد سقوط الصنم.
أذناب الرذيلة والعار, وأحفاد الفكر الأموي المنحرف, باعوا ثُلُثَ العراق, تحت راية المهمشين, في ظل حكومة فاشلة باعتراف أقطابها, إلا أن ذلك لن يثلجَ صدور العثمانيين الجدد, فقد قام متطوعي الحشد الشعبي, بتحرير مناطق شاسعة, مسطرين أروع صور التضحية والشجاعة, من أيدي الدواعش, فدفعوا الأمريكان لمساعدة الكرد, وبعض الأذناب المهمشة, للسيطرة على المناطق التي يقطنها غير العرب, وتحجيم انتصارات المتطوعين.
لقد استخدمت تركيا وقطر والسعودية ما بوسعها, من أجل استمرارية النزف العراقي, وعدم تكوين دولة قوية, كي تكون سليمة من الأمراض السياسية, والأحقاد العَقَدية, كل ذلك إرضاءً للدواعش, فهم أبناء أسيادهم من أمريكا وبريطانيا.
فهل يستطيع العراق مكافحة ما أبتلي به؟ سِيَّما أنه دولة مريضة من الداخل, حَتماً سيكون ذلك ضرب خيال, وهذا ما يسعى له أعداء العراق.
https://telegram.me/buratha