المقالات

ما بين باريس وحي العامل

1404 02:16:39 2015-11-18

يوم الجمعة الفائت, حدثت مجزرة بشعة في باريس, قام بها إرهابيون, حيث كانت الحصيلة الأولية, لأعداد القتلى يصل إلى 120 شخص, مع جرح العشرات, بقيت باريس تعيش الرعب إلى الصباح, تعطلت الحياة, وانتشر رجال الأمن في كل مكان, وخرج الرئيس هولاند, يعزي الأمة الفرنسية بمصابها, ويعبر عن ما حدث بالرعب, توشح الفرنسيون جميعا بالحزن, وتكاتف الجميع ضد عدوهم ( الإرهاب), حتى قادة دول العالم أعربوا عن وقوفهم مع الفرنسيين.

كان العراق من السباقين في إصدار البيانات, الشاجبة للاعتداء الإرهابي, والداعمة للحكومة الفرنسية, في حربها ضد الإرهاب.
فكان بيان أول للرئيس دولتنا المختفي عن الأنظار "معصوم", وبيان ثاني لرجل الإصلاحات الخرافية "ألعبادي", وبيان ثالث لرئيس البرلمان الهمام "الجبوري", معربين عن أسفهم لعوائل الضحايا, وقد تنبه العراقيين لسرعة إصدار البيانات العراقية, لأنهم أصحاب واجب "كما يقال".
الغريب إن قبل ساعات قليلة من تفجيرات باريس, حدثت فاجعة كبرى في حي العامل, حيث جاء شخص إرهابي عفن, إلى مجلس عزاء, وهو مجهز بحزام ناسف, شديد الانفجار, فقام بتفجير نفسه القذرة, ليقتل25 شخص, في مكان صغير, مع جرح عشرات المعُزين, جريمة بحجم حادثة باريس, وقد تكون اشد, لأننا نعيش هاهنا, فنرى ونسمع ما بعد الحدث, حيث مجالس العزاء, التي ستنتشر في أحياء بغداد, بكاء يتكرر كل حين, معلنا أنشودة الحزن العراقي.

تناسى الساسة موضوع حي العامل, بل لم يكن على جدول اهتماماتهم اليومية, لأنه ببساطة, أصبح عند النخبة الحاكمة, أمر عادي جدا, فلا تهزهم مشاهد الضحايا, وفاجعة عوائلهم, ولا يهمهم بكاء الأيتام, ولا عويل الأرامل, ولا يجدونه مهما أن يزوروا عوائل الفاجعة, ولا إن يتابعوا جرحى الانفجار, ويطمئنوا على حالتهم الصحية, ففي قاموس الساسة لا قيمة للناس, والدليل تصرفهم. ببساطة يمكن التعبير عن سلوك الساسة بأنه عين النفاق, يواسون الغريب الغني, ويهملون القريب الفقير!!

مع أن ما حصل في فرنسا, هو من صنع حكومتهم, التي دعمت التي دعمت الإرهاب في سوريا, منذ عام 2011, في سبيل إسقاط الأسد, وشاركت محور أمريكا وإسرائيل وتركيا ودول الخليج, في عملية تقديم كل التسهيلات للتنظيمات الإرهابية, فكان الآلاف من المقاتلين الأوربيين, يتقاطرون عبر تركيا, للمشاركة في ذبح الشعب السوري, وألان ارتد عليها الشر, فالإرهاب لا وفاء له ولا قيم, فهل تستحق حكومة فرنسا أن نتعاطف معها ونواسيها, أم أن المساكين من أهل حي العامل, هم الأولى بالمواساة؟

عالم غريب الذي نعيشه, نخبة حاكمة غارقة في الفساد, وفاشلة لأبعد الحدود في إدارة الدولة, وشعب يقتل يوميا, ولا يجد في النهاية, حتى كلمة مواساة من حكومته, التي نافقت وبكت كثيرا, على الضحايا الفرنسيين!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك