المقالات

مدرسة الامام محسن الحكيم

1145 17:43:27 2015-11-11

حقيقة لا يمكن لمن يرغب بكتابة التاريخ العراقي للقرن الماضي، أن يتغافل عن ذكر تيار السيد محسن الحكيم بكل ما عمله، وبكل ما خلفه من تراث نعيش حاضره ونستذوق ماضيه، ويحق للباحثين أن ينعتون هذا التيار بالمدرسة. وليس من الإنصاف أن يمر التاريخ دون أن يسطر سجلاته ما خطتهُ هذه المدرسة, بلحاظ أن منهجا جديدا سلكه أتباعها، وصار سكة طريق جديدة تضاف الى المنهج الإسلامي.

رائد هذا التجديد وهذه الحداثة التي شهدها المجتمع الإسلامي كان السيد محسن الحكيم، وكان مرجعا عاما للشيعة لفترة طويلة, إمتدت لعشرات السنين, ثم ما لبثت أن بدأت هذه المدرسة بإعداد جيل قيادي، تكفل بالعمل على المنهج الذي صار مناراً للحداثويين.

يقول العلامة الشيخ باقر شريف القرشي : تبنت الشيعة منذ فجر تأريخها جميع المناهج السياسية العادلة، التي رفع شعارها الإسلام، ونادت بحقوق الإنسان، وبجميع قضاياه المصيرية، ولعل السيد محسن الحكيم كان من الأوائل، الذين رفعوا شعار الإنسانية، فكان منهجه يعتمد على قول الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب " الناس صنفان: أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق" ، فكان الإنفتاح حاضراً في هذه المدرسة مع مراعاة الحدود الشرعية والالتزام بضوابطها، فلذا إتخذ تيار الحكيم منهجاً ينادي بحقوق الانسان ويحكم بالعدل، وهي بطبيعة الحال من ثمرات الدين الإسلامي ولم تبتعد عنه كثيراً.

بعض مما نهجه تيار السيد الامام محسن الحكيم، هو الإلتزام بالثوابت الدينية على أُصولها، بمعية الإنفتاح على الآخر، وشرط هذه أن لا يتعارض مع تلك، وهو جاء منطلقاً من قول الإمام أمير المؤمنين أيضاً " لكل قادم كرامة " وكرامة الإنسان تدعو هذه المدرسة أن لا تفرط بحقوقهِ، وأنْ تدعو لسبيل صالح وهو الدين الإسلامي، وأمّا الإلتزام بالثوابت والضوابط الشرعية، فهو دليل ملموس على إمتداد هذه المدرسة المرجعي، فهي بهذا العمل لا تفارق كونها تنهج طريق أهل البيت، وعترة الرسول عليهم أفضل صلاة وأتم تسليم، بل هي ناطقاً غير مسمى بأسم المرجعية الدينية.

منهج مدرسة الإمام السيد محسن الحكيم، له ثلاث مرتكزات: الإعتدال والجهاد والفقاهة، لذا يوصف من يتبع هذه المدرسة، وهي نموذج إسلامي مستحدث، بالعالم المجاهد الفقيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك