المقالات

أبو طيبة وتناقضات الحكومة

1382 03:13:02 2015-11-09

التناقضات في بلادي كثيرة وغريبة, تُفقد العقل وزنه وتصيبه بالشلل, وتشعره بالملل, وسط كل ما يحدث من مهازل, يُمسك القلم أحياناً يترقب ما يُنطق به, بيدَ إنّ الحبر يَغلي في عروقهِ, يكاد أن ينفجر بركاناً أزاء ما يحصل.

لي صديق عزيزٌ عليَّ, يُكنى بـ (أبو طيبة) لما يحملهُ من قلب رءوف وطيِّب, منتسب في إحدى تشكيلات وزارة الداخلية, لن أسهب في الحديث عنهُ, فهو جزء صغير من معاناةِ شعب يجاهد ويضحي من أجل البقاء, في غابة اللاإنسانية التي تجسَّدَ فيها أول تناقض عجيب, بين إنسانية الحيوان, وحيوانية الإنسان.

غابةٌ يُرمى في إحدى سجونها (أبو طيبة) ويحاكم عسكرياً, ينطقُ الحاكم وقوفاً بالحكم ويقول (باسم الشعب) كانت وحدها كافية بأن تطلق طلقة التناقضات, في قلب ذلك الرجل الطيب, بيدَ أنه كل ما فعلهُ, فقدَ هويتهُ الرسمية, والتي تعرف بـ (الباج).

بعدَ إكمال محكوميته, ذهبتُ للاطمئنان عليه, روى ما روى عن ذلّ المعاملة, ومنع كل أشكال الاتصال والمواجهة, ولطيبتهِ أسهبَ كثيراً بما شاهدَ من ظلم في ذلك السجن, الذي لم يسلِّط ضوء الأعلام عليه, لانتسابه بوزارةٍ أمنية.

من ضمن ما روى, ثمَّة منتسب ضوعفَ عليه الحكم بأقلَّ من دقيقة, لأنه ردَّ على القاضي بقول (أما كان من الأجدرَ بكَ أن تحاكِم من سلَّم ثلث العراق, بدلَ محاكمتي دون سبب يستحق أن أحاكم عليه باسم الشعب).

مثل هذهِ التناقضات وغيرها, لم يشهد لها التأريخ من قبل, ولم تذكر في قاموس المعاني, شعبٌ يُضحي بنفسه, من أجل أن يَنتخب, ويضحي بنفسه من أجل إقامة شعائره, ويضحي بأبنائه من أجل أن يعيش غيره, ومن ثم أن يطلب منه أن يُطفئ (الكيزر) في الصيف اللآهب, أو لا يَحصد أيَّ شيء من الميزانيات الإنفجارية, سوى إنفجارات السيارات المفخخة, لكنهُ أولُ ما يُشمل بتقشف الميزانيات المسروقة.
شعبٌ يتظاهر على الحكومة التي تتظاهر معه, ومجلس عزاءٌ حسيني يدعي على الحكومة, ومجلس عزاء حكومي يَفخر بما أنجزهُ للشعب, تُرى أينَ نجد الحسين (عليه السلام) !!؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك