وخدمة للحقيقة أقول لقد عشت في القطر العربي السوري خمس سنوات بأيامها ولياليها وتنقلت خلالها داخل هذا البلد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وكانت المساجد والكنائس عامرة بأهلها تفصل بينها أمتار قليلة ويدخلها الناس زرافات ووحدانا دون أي خوف أو وجل من أحد . ولم يكن هناك أي اضطهاد لطائفة دينية أو عرقية كما تدعي وسائل إعلام آل سعود وآل ثاني وأردوغان العثماني سوى ( أخوان المسلمين ) الذين أشهروا السلاح بوجه النظام فقابلهم بالمثل.
واليوم تُشن حربا طائفية نكراء على هذا البلد منذ أكثر من أربع سنوات، بحجة إنقاذ أهل السنة من الحكم العلوي أو النصيري كما يسمونه في سوريا، وأغرى وعاظهم قطعان الجريمة ليتقاطروا إليها بالآلاف حاملين معهم كل أوضارهم ونتانتهم وحقدهم، وأطلقت عليهم إمبراطورياتهم الإعلامية إسم (الثوار ) و(المجاهدين ) كذبا وحقيقتهم على الأرض تقول إنهم أبشع وأحط من آكلي لحوم البشر.وأعداء لكل فضيلة وقيمة إنسانية.
وإني لأعجب من مملكة يدعي ملكها إنه يقود العالم الإسلامي ويأمر وسائل إعلامه أن تكذب على الله ، ويتنابز وعاظه بالألقاب دون خوف من الله . حيث قال الله في آيات بينات:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.) الصف7
وقال سبحانه في آية أخرى:
بسم الله الرحمن الرحيم:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.) الحجرات. 13
وفي نفس السورة يقول الله سبحانه:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .) فأين حكام آل سعود وعاظهم وأبواقهم من هذه الآيات وهم يدعون إنهم ينهجون الإسلام دينا ومعتقدا.؟
لقد اشتدت هجمة هذه الفضائيات الطائفية، وفتحت مصاريع أبوابها لتجار الفتاوى الضلالية ليعودوا إلى دعوة( الجهاد ) مرة أخرى ولكن هذه المرة ضد روسيا ( القيصرية ) وضد كنيستها الأرثودوكسية التي بدأت حربها ( الصليبية ) ضد المسلمين.) كما يدعون على أثر الضربات الروسية القاصمة لأوباشهم ولمواقعهم وكهوفهم. فأخذوا يطلقون أباطيلهم التي ماأنزل الله بها من سلطان وعلى سبيل المثال فقد إدعى أحد هؤلاء في محطة الكذب والضخ الطائفي المستمر وهي محطة الجزيرة وجعل من نفسه ناطقا باسم الشعب السوري قائلا:
(إن المتعطشين إلى الجنة بالملايين في هذا العالم وهم يتأهبون للجهاد ضد هذه الحرب الصليبية الروسية على الشعب السوري.) وقد قال شبيه له في هذه المحطة الطائفية قبل ذلك:
(إن الجهاد في سوريا يعادل معركة بدر الكبرى ضد كفار قريش.) ولو كان نبي الإسلام حيا لآشتكى إلى ربه من هذه الضلالات الجاهلية العمياء التي يدعو إليها هؤلاء. أما العدو الصهيوني الذي يقتل الفسطينيين ويدنس المسجد الأقصى فأمره مختلف بالنسبة لهم .
لقد أخذ وعاظ الدولار والريال يوزعون مفاتيح الجنة لقطعان المجرمين الذين يسفكون أنهارا من الدماء في سوريا بعد أن قصمت الضربات الروسية الجوية ظهورهم وفيهم أربعة آلاف إرهابي مجرم من دول الإتحاد السوفيتي السابق يحاربون ضد الجيش السوري. كل ذلك يحدث لأن الضربات الجوية الروسية أخذت تجهز على مواقع هؤلاء الإرهابيين وتوقع بهم وبقياداتهم خسائر فادحة جعلتهم يطلقون صرخات الإغاثة لأسيادهم لكي ينقذوهم .
وقد تحولت دعوات هؤلاء الوعاظ وفتاواهم الضالة إلى رسائل رعب وتخويف من الإسلام الذي هو أبعد مايكون عن أهدافهم الخسيسة الوضيعة بعد أن أصبح الملايين من المسلمين الذين يعيشون في دول الغرب متهمون حتى تثبت براءتهم نتيجة هذه الجرائم الهمجية التي يقوم بها هؤلاء الأشرار الذين يطلقون عليهم إسم (الثوار).
فيا حكام آل سعود وأذنابهم لقد قتلتم شعب اليمن ودمرتم بنيته التحتية بعاصفة حزمكم المخزية وتهددون اليوم الشعب السوري بعاصفة حزم أخرى بعد أن أخذت حصون عملائكم تسقط الواحدة بعد الأخرى ولا أدري من الذي خولكم بالهجوم على هذا البلد أو ذاك وهل يوجد رئيس في العالم يشعر بأدنى المسؤولية نحو شعبه يتنازل عن السلطة وسرطان الإرهاب ينتشر في أرض وطنه.؟
https://telegram.me/buratha