المقالات

إعدام النمر؛ يا اعدل الناس الا في معاملتي

1390 23:40:25 2015-11-07

يظهر أن سياسات الأنظمة التي قامت بالممارسات القمعية على مر التأريخ، كلها قد بائت بالفشل وكل ما يبنى على هذه السياسات هو ليس للأمد البعيد بل انما لفترات قصيرة ومؤقتة لكبح المعارضات الشعبية في المجتمعات، الأمر الذي يوقع الدول بالفخ والخيال للتخلص من معارضيها.

إن النظام السعودي ليس بمعزل عن هذه الأنظمة فيخطو على خطى السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ويتصور بأنه يستطيع من خلال هذه السياسات أن يكبت ويقمع معارضيه بالأخص منهم الشيعة ويقوم بإعدام القادة الشعبيين ليسيطر على الحركات الجياشة والشعبية ضد نظامه.

والملفت للنظر هو أن حكم إعدام الشيخ نمر باقر النمر جاء لأغراض سياسية بحتة خارجة عن المبادئ والأحكام الإسلامية ويعتبر مؤامرة من قبل السعودية للضغط على الشيعة وإيران على وجه الخصوص بعد كارثة منى لتحوول عن الضغوط التي تمارسها طهران ضد الرياض للتوضيح عن ملابسات الكارثة المؤلمة. والسيناريو المرجح هو أن تمرر الرياض سياستها العدائية ضد إيران بعد الإتفاق النووي الذي جعل من السعودية مهمشة في الأوساط الدولية. 

فلو اعدمت السعودية الشيخ النمر الذي كما يعرف بأنه قائد حكيم وشعبي في المجتمع الشيعي السعودي ولديه متابعين كثيرين سواء عند الشيعة او السنة في المملكة وخارجها، قد يثير إعدامه تداعيات سلبية وخطرة على النظام السعودي سواء في الداخل او في المنطقة او على الصعيد الدولي. وفي هذا الإطار هددت كل من إيران والعراق وشيعة البحرين ولبنان وباكستان وباقي دول الإسلامية بإتخاذ الرد المناسب حيال تنفيذ الحكم بحق الشيخ نمر.

كما أنه يزيد من الإحتجاجت الشعبية والمعارضات على نطاق واسع بل حتى يثير التساؤلات الكثيرة لدى الأشخاص الذين لا يعرفون شيئا عن تلك القضايا. وقد يأثر كثيرا على نفوس الطبقة المثقفة من العلماء والجامعيين في السعودية ويستدعي إهتماهم وحب التطلع لديهم حول المذهب الشيعي مما قد يجعلهم يرغبون في حب اهل البيت. كما يثير التأمل بين باقي اطياف الشعب بأن حكومتهم تتعامل مع معارضيها بالعنف وتسلك طريقا ما سلكته الأنظمة المستبدة والديكتاتورية وفي حقيقة الأمر تنضج الحركات والتيارات الإجتماعية بتصرف الحكومة. والتأريخ سيشهد على آل سعود كما شهد من قبلها على قاتلي نبي الله يحيى وسيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما والعالم المصري الشيخ حسن شحاتة.

إن اليوم هو عصر التواصل والإنترنت فمجرد حركة او حدث بسيط في اقصى نقاط الكرة الأرضية يجعل الملايين من العالم يعرفونها بسرعة فائقة وهذا مما يزيد من وعي أطياف المجتمعات لاسيما الشيعة أكثر فاكثر بين الأمة الإسلامية وتتضامن مع عالم روحاني يفدي بحياته في سبيل الرشاد والوعي.

وعلى علماء الإسلام أن يبرهنوا بطلان وعدم شرعية حكم الإعدام بحق الشيخ نمر باقر النمر للعالم حيث كل من يقرأ هذه القضية قد يقتنع تماما بأن الحكم غير شرعي في بلد يدعي "الشريعة الإسلامية العادلة"!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك