قوله تعالى"أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"
صبيحة العاشر من شهر محرم الحرام من 65 للهجرة، عسكرة الجيوش لمحاربة ابن بنت رسول الأمة، في معركة الرسالة المحمدية، مع أهل الدنيا في معسكر الذلة والشرك، خطابهم حينها الإمام الحسين وقال: "لم أخرج أشر ولا بطرا لكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي" هنا أذن معركة أصلاح وليس فتح مدينة او غزوة، لكن أعماهم الله بعدم رؤية نور الهداية، وباتوا في طغيانهم يعمهون.
استمرت رسالة السماء الإصلاحية عبر التاريخ، حتى تتجسد اليوم بمواقف مراجعنا العظام عبر فتواهم الدينية الإصلاحية، أن فتاوى الجهاد للسيد أبو الحسن الأصفهاني، فلها أبعاد دينية وسماوية وفتوى تحريم قتال الكرد، الذي أطلقها زعيم الطائفة لازالت آثارها تلوح بالأفق، وأيضا هي من دعوات الإصلاح في أمة الرسول الكريم، فهي أيضا امتداد لرسالة الإمام الحسين (عليه السلام)، و بقت تلك الرسالة متواترة، حتى عبر العمل السياسي الذي هو النصف الثاني والمكمل للعمل الإصلاحي.
إن فتوى "الجهاد الكفائي" هي حدث الإصلاح عظيم، في هذا القرن بمحاربة اعتى عصابات والانحراف وانعكاساته التاريخية، التي لا تقل خطورة بمن خرج لمحاربة الأمام في زمانه، كما يسند لهذا الدور التاريخي، هو الموقف السياسي لبعض الساسة الذي لهم تاريخ جهادي، وجذور وامتداد للمرجعية.
اليوم نعيش أيام ذكرى فاجعة الطف، وبنفس الذكرى نعيش أيضا اليوم معركة الإصلاح التي تشرف عليها المرجعية، هي معركة وجود، حيث رسمت لنا الثورة الحسينية مبادئ وقيم، وها نحن اليوم نحارب بها المارقين؛ لتثبيت حدود الدولة المدنية، أن ساحة الطف مسرح جريمة لقتل المبادئ، واليوم ما يحصل من فساد المفسدين، هي كذلك مسرح لقتل الروح الوطنية، والقيمة الإنسانية.
لقد كان الحسين (عليه السلام) يفكر بمستقبل الإسلام والمسلمين، باعتبار أن الإسلام سينتشر بين الناس نتيجة لتضحياته ولجهاده المقدس، وإن نظامه السياسي والاجتماعي سيقام في مجتمعنا، فرفع لواء المعارضة والنضال والتضحية.
ناسف على بعض المحسوبين على المذهب الشيعي، الذي يصورهم الأعلام اليوم، بأنهم حامي الحمى عن المذهب، ونحن نعيش أيام عاشوراء، يقفون عاجزين عن رعاية مجلس حسيني واحد، لنشر وإحياء الثورة الحسينية، أن ما قام به سيد الشهداء (عليه السلام) من ثورة وتضحيته بدمه، لكي يصلح هذه الأمة، ويهزم راية الكفر والرياء.
فسلاما عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا.
https://telegram.me/buratha