الصراع بين الحق والباطل أزلي لايتوقف في أي عصر من العصور ومن خلال هذا الصراع المستمر يُشهر دعاة الباطل والعدوان كل أسلحتهم اللاأخلاقية لتزييف الحقائق . ومن أهم هذه الأسلحة التي يحاربون بها من أجل تثبيت باطلهم هو المال والإعلام إضافة إلى الشراسة والعدوانية التي تلازمهم دائما لشراء ضمائر أكبر مجموعة من البشر حتى ينضموا إلى معسكرهم. واليوم يرى العالم كيف إن دعاة هذا الباطل وعلى رأسهم آل سعود وآل ثاني وأردوغان العثماني وأبواقهم قد أشهروا كل أسلحتهم ، وغرقوا في عدوانيتهم وتزييفهم للحقائق حتى الثمالة، وأخذوا يطلقون كلمة (ثوار)على شراذم إجرامية دموية خدعوها بأموالهم ودعايتهم ودعوات وعاظهم تقاطرت من بلدان كثيرة لتمعن فتكا وتدميرا وحرقا في وطن كان المثل يضرب في استقراره.
ولو دققنا في المعنى الإنساني لكلمة (ثائر) وجمعها (ثوار) و (ثائرون) لوجدناها كلمة نبيلة ترمز إلى الشخص الذي يثور ضد الظلم والإستبداد. ويهدف من ثورته إقامة العدل ونبذ الفساد والطغيان، وإسعاد بني قومه ، والحفاظ على كرامة الإنسان من خلال الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل الآخرين وهي الصفات التي يتميز بها الثائر الذي يسعى لأن يعيش كل إنسان في وطنه آمنا مطمئنا سعيدا دون خوف وتهديد وبطش . والتأريخ حافل بالثوار الذين انحازوا إلى جانب شعوبهم وضحوا من أجلها،فباركتهم تلك الشعوب وتفاخرت بهم ، ومجدت مآثرهم ونقلتها للأجيال جيلا بعد جيل من خلال الكتب المدرسية والمناسبات الإحتفالية بذكرى مولدهم ، وقد أشاد بكفاحهم الشعراء والأدباء والمؤرخين ، وتغنوا ببطولاتهم وتضحياتهم ليكونوا قدوة لأجيالهم. وأسماء هؤلاء الثوار كثيرة وتعرفها شعوبهم الحرة التي نفضت عن نفسها غبار الذل والعبودية عن طريق أولئك الثوار الذين دافعوا حتى الرمق الأخير عن حقوق شعوبهم المشروعة.
ومن هوان الدنيا ومهازل القدر أن تحاول الكثير من وسائل الإعلام التابعة لحكام غرقوا في ظلمهم وفسادهم وطائفيتهم ولا توجد دساتير تحاسبهم تشويه معنى هذه الكلمة الطاهرة وإلصاقها بقطعان بشرية ضالة لاتعرف في قواميسها غير الإنتقام والذبح والحرق والدمار جلبتها أموال ودعاية هؤلاء الحكام لينفذوا أجنداتهم وأجندات أسيادهم الساعين لإشعال حرب طائفية لاتبقي ولا تذر في المنطقة.وحين يطلقون كلمة (الثوار) على هذه القطعان المتوحشة فإنهم يتجنون على هذه الكلمة النبيلة وعلى كل خلق إنساني قويم ويسقطون في حضيض الدجل والسقوط. ولا يمكن لعاقل في هذا الكون أن يصدق إن نظاما ملكيا متعفنا مستبدا يحكم بلغة القرون الوسطى يتبنى (معارضة معتدلة ) في بلد آخر لتأسيس نظام ديمقراطي فيه.
وحين يرتكب وحوش العصر المجرمون جرائمهم في أرض إسلامية كانت آمنة مطمئنة بعد أن كان الناس يذهبون إلى أعمالهم ويعودون منها بكل حرية وأمان وتتحول هذه الأرض إلى رصاص ودم ودمار بإسم نشر (الديمقراطية) تارة وبإسم (الجهاد) تارة أخرى فمن واجب العالم المتحضر أن يكسر جدار الصمت، ويقف بكل قوة بوجه هذا المد الظلامي الأسود ووسائل دعايته ، ومن واجب علماء الدين الحقيقيين أن يعقدوا مؤتمرا عالميا ليرفعوا أصواتهم ضد هذا الزيف الذي تجاوز كل الحدود وانتشر على أثره خطر هذه القطعان الإرهابية كانتشار النار في الهشيم وأخذ ينتقل إلى بلدان أخرى نتيجة المال والسلاح الذي يغدق عليها من أنظمة دكتاتورية وهبهم الله الثروة البترولية ليسخروها في عمليات التنمية والبناء ومكافحة الفقر فوهبوها بدلا من ذلك لقطعان الدم والجريمة الذين تطلق عليها وسائل إعلامهم إسم (الثوار) تجنيا على الحقيقة.وهي ليست بعيدة عن العقول السليمة الغير ملوثة بعمى الألوان الذي تسببه الطائفية المقيتة التي تغلي في نفوس هؤلاء الحكام.
إن ما يجري على الأرض السورية الدامية منذ أكثر من أربع سنوات من قبل هذه الشراذم الدموية، والضباع الضارية التي تقاطرت على هذا البلد من 80 دولة بآسم الجهاد الذي تنادى له وعاظ السلاطين والفضائيات الطائفية الضالة التابعة لأشد الحكام طائفية وهضما لحقوق شعوبها هو ظلم فادح لم تشهده البشرية طيلة تأريخها بعد أن استهدف المجرمون الحجر والبشر في هذه الدولة التي كان شعبها يعيش أمانا وسلاما قل نظيره في دولة من دول الشرق الأوسط ، وحققت الإكتفاء الذاتي لشعبها وأخذت تصدر المنتجات الصناعية والمحاصيل الزراعية للدول المجاورة رغم بعض الجوانب السلبية في نظام الحكم أسوة بالأنظمة العربية جميعها التي لم تمنح لشعوبها يوما أدنى درجات الحرية. ولا يمكن أبدا محاربة الظلم بظلم آخر أشد قسوة وإيلاما على الشعوب بعد أن أجهز أعوانه المجرمين على الأخضر واليابس ، وهجروا الملايين من وطنهم، وآستباحوا كل المحرمات في الأرض السورية .
https://telegram.me/buratha