أن الضربات الروسية في سوريا، هي عودة الثقل الروسي الى منطقة الشرق الأوسط فمنذ؛ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، تقلص نفوذ الروسي في المنطقة، وهذه العودة هي لإنقاذ ما بقى من وجوده.
لقد تفردت أمريكا بالنفوذ الأكبر في العالم عامة، وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة، فمنذ أن احُتل العراق عام 2003، وحتى خروجها حسب الاتفاقية الأمنية، فأمريكا هي المسيطر الوحيد في المنطقة. جعلت سياسة أمريكا من المنطقة، منطقة نزاع طائفي بدعم وتمويل من دول العهر الطائفي في الخليج.
بعد أكثر من سنة من قيام التحالف الدولي ضد داعش، والضربات الجوية لم تأتي أوكلها.
هل من المعقول أن أمريكا وحلفائها لا تستطيع القضاء على داعش وهي مجموعات إرهابية.
هل من المعقول أن أمريكا وحلفائها، لا يمكنهم القضاء على مصادر تمويل داعش؟.
النفط المهرب من العراق وسوريا، بناقلات نفط لصالح داعش ليباع النفط فيما بعد في تركيا، وهي تحت مرمى طائرات التحالف، وأمريكا تغظ الطرف عن تهريب النفط لأنه؛ مصدر من مصادر تمويل داعش.
أن هناك تقارير كانت تشير الى أن القوات الأمريكية؛ تنزل مساعدات من طائرتها لداعش، ففي آخر عمليه جوية للطائرات الامركية، في الحويجة لإنقاذ رهائن عند داعش. أين كانت هذه العمليات؟ قبل تقدم القوات العراقية والقوات الحشد المقدس، أم أن هناك قاده لداعش، تخشى أمريكا عليهم القتل، على يد القوات العراقية أو السقوط أسرى. تشير التقارير المخابرات الروسية، التي بحثت عن سيارات الدفع الرباعي، التي يستخدمها داعش بيعت لحكومة آل سعود وقطر والى وزارة الدفاع الأردنية.
لقد كانت دول العهر الطائفي، تنفي دعمها لداعش، واليوم أصبح ذلك واضحا، وضوح الشمس في رابعة النهار.عاد الثقل الروسي الى منطقة الشرق الأوسط، بعد فشل مصداقية أمريكا في حربها، على داعش والإرهاب في العراق وسوريا.
فكان ذلك بتوقيت صائب ومناسب، متزامنا مع نجاح الملف النووي الإيراني، الذي زاد من ثقل إيران في المنطقة، وأصبحت من أقطاب المعادلة الإقليمية والدولية.
أما غرفة العمليات الرباعية، التي تظم(روسيا وإيران والعراق وسوريا)، لن تحقق أهدافها في العراق، كما حققتها في سوريا. أن لم يكن هناك تدخل روسي، مباشر وفاعل في ضرب داعش، وهذا لن يكون ألا بطلب من الحكومة العراقية، فكيف يتحقق بوجود نفوذ أمريكي مؤثر.
على الحكومة العراقية أن تقرأ المشهد السياسي الجديد، بعد التدخل الروسي بعين ثاقبة، فهي جربت أمريكا منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة. لم تلمس من الحكومة الأمريكية، ألا الاهتمام بمصلحها مهما كانت النتائج، فهناك اتفاقية أمنية بين العراق وأمريكا هي حبر على ورق.
فبعد سقوط نظام صدام أباحت العراق للسراق، ولم تحافظ على الأمن ولم تحمي الشعب، علما أن ذلك من المواثيق الدولية، وشكلت مجلس الحكم بصورة طائفية لتكرسها في العراق، الى يومنا هذا فقد كان هذا هو أول إسفين للطائفية.
أذا على الحكومة العراقية أن لا تقف عند مفترق الطرق، بل عليها أن تتخذ موقفا تاريخيا، في خارطة التحالفات الدولية التي من شئنها، أن تحقق القضاء على داعش والإرهاب، وتصطف مع من يحقق المصالح العراق.
وبالتالي الابتعاد عن المحور الأمريكي فحلفائها دول العهر الطائفي في الخليج، لن ولم يتركوا العراق بلد امن، وهي محور الشر ومصدر التطرف والإرهاب.
يتحتم على الحكومة العراقية، اتخاذ موقف تاريخي عظيم، ليكون العراق حليفا لروسيا، ليحقق القضاء على داعش والإرهاب. أو تكون تحت طاولة النفوذ الأمريكي، الذي لا يريد القضاء على داعش والإرهاب لتبقى منطقة صراع ونفوذ دولي وإقليمي.
https://telegram.me/buratha