الكذب حالة ذميمة، وهنالك من يستمر فيه ليكون حقيقة، من مبدأ إكذب! إكذب! حتى يصدقك الناس، لكننا مللناه لكثرة تكراره، وفي كل المجالات إبتداءاً من الإتفاقية الأمنية المبرمة مع الجانب الأمريكي، بعد خروجه من العراق .
يستمر هذا المسلسل المخادع الذي تستعمله الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، وسياسيينا يسيرون وفق ما تخططه لنا هذه الدولة، التي لا تريد للعراق أن يكون آمناً، ومن المستحيل أن يكون آمنا مادامت أمريكا تتدخل في الشأن، وإدارة العمليات العسكرية بصورة وأخرى، رغم عن أنف الحكومة العراقية !.
من يصدق أمريكا فهو أمّا غبي جاهل، أو هو جندي لديها ينفذ مخططها وبحذافيره، ونحن الشعب المغلوب على أمره نصدق! لان لدينا ثقة عمياء برجالات الحكومة العراقيين، ونحن إنتخبناهم بأصابعنا التي إصطبغت بالحبر البنفسجي، ولا نعلم أنهم مجرد جنود بيد من لا يريد لنا الخير، والأسباب عدة لا يمكن حصرها، وإحتار الشعب في هذا المعترك، الذي له بداية ونهايتهِ ربي وَحْدَهُ يعلم الى أين يأخذوننا، وبما أن الجانب الروسي أخذ على عاتقه محاربة داعش التكفيري، وإنهاء وجوده في الشرق الأوسط، وتحييد الدور الأمريكي وضرب مخططاته وفضحه أمام العلن، كما صرح به البطل "بوتين"، فقد تحرك الجانب الأمريكي، وقام بالتنسيق مع الإقليم، وإجراء إنزال جوي في منطقة الحويجة، لإنقاذ قادة داعش المحاصرين، وإستعمال طائرات شينوك والـ أف سِتةَ عشر وطائرات الهليكوبتر، وبقوات مجوقلة من المارينز، بحجة إنقاذ مقاتلين أكراد محاصرين عديدهم سبعين فرداً، وبالطبع من دون علم الحكومة المركزية! فهل هذا العمل الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية، عمل مقبول مثلا! نحتاج من الحكومة المركزية، أن تكون بقدر المسؤولية، وصاحبة قرار وتقول لأمريكا كفا تدخلاً بالشأن العراقي، وأي عمل تقومون به من دون علمنا، هو تدخلاً سافراً في الشأن العراقي، بل إن العمل الذي قام به الجانب الأمريكي، ليس من باب المساعدة! وإنما لإستدامة وتقوية الإرهاب في العراق، لبقائه ليقوموا بإبتزاز العراق ونهب ثرواته، بحجج كثيرة وخداع مستديم .
بات من المعلوم أن أمريكا قد تنصلت من الإتفاقية الأمنية المبرمة معهم، وتركت الإرهاب يفعل ما يريد، ومساعدته بالسلاح والأغذية التي ترمى لهم من الطائرات بين الحين والآخر لتقويته أمراً مفضوحاً، وبما أنهم في طور الإنهزام فقد جاء دور الحماية الأمريكية لهم، وهو الذي يسعى دائماً لعرقلة الهجومات العراقية، والحشد الذي ما أن يدخل معركة، إلا وقد حسمها لصالحه! لكن الجانب الامريكي دائماً يقف وقفة العدو! ليساعد أؤلائك الإرهابيين وتقويتهم، من خلال المساعدات التي تلقيها الطائرات لهم في أكثر من مكان ومكان! وآخرها في الحويجة، ولا ننسى الأنبار وكيف فعلت أمريكا بتعطيلهم الهجوم، بعد إنكسارهم إثر الإنتصارات، التي سطرها أبناء الحشد في كل الأماكن المحررة .
على سياسيينا أن لا يكونوا أداة طيّعة بيد أمريكا، ويقفون وقفة رجل واحد إزاء الإنتهاكات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، والموافقة العراقية للجانب الروسي هي القشة التي ستقصم ظهر البعير، والإتفاق مع الروس في تسليح الجيش العراقي، سيرغم أمريكا بأن تسلح الجيش العراقي بأقسى سرعة، حتى لو إضطرهم أن يعطون طائرات السفن الحربية العاملة للجيش الأمريكي، لهذا سياسيينا عليهم اليوم حزم أمرهم، وتبيان موقفهم مما يجري، لان أمريكا تريد أن يكون العراق ساحة تصفيات! والقضاء على الإرهاب من دون مشورة الأمريكان، سيجعلونهم يعيدون حساباتهم جيداً، ونكون قد إنتهينا من الإرهاب بفعل الموقف، وليس السير وفق ما تريده أمريكا .
https://telegram.me/buratha