عباس الكتبي
بسمه تعالى:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
بعد أنهيار الحكم العفلقي الأجرامي في العراق، وأحتلاله من قبل الغرب، ووعودهم للشعب العراقي في الحرية والأنفتاح على العالم، بواسطة التطور العلمي وأدواته، أصدر مراجعنا في النجف الأشرف، توصيات وتوجيهات، حذروا فيها من مخاطر الغزو الثقافي، وأضراره الوخيمة في المجتمع.
في 12 ربيع الأول 1424 هج، وجه سماحة المرجع السيد محمد سعيد الحكيم ـ دام ظله ـ رسالة طويلة إلى الشعب العراقي، بعض ما جاء فيها:(… ويشتد الخطر في حق الناشئة والجيل الجديد، فأنها سوف تتفتح على الثقافة الوافدة، والمغريات الجديدة من دون رواسب دينية سابقة، تحجزها عن الأندفاع وراء المغريات والتردي في المهالك والموبقات.
فعلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور، أن يعرفوا عظم المسئوولية الملقاة على عواتقهم، ويؤدوا الأمانة في أفلاذ أكبادهم، وقال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، ولايتم ذلك إلا بتركيز المفاهيم الدينية، والمثل والأخلاق الفاضلة في نفوس الناشئة…).
من توجيهات المرجع الديني، الشيخ بشير النجفي ـ دام ظله ـ بعد أن حذر الشباب من أعتناق ما لدى الغرب، حتى في أسلوب الحياة، من المأكل والمشرب وغيرها، خاطبهم قائلاً:(أيها الشباب عودوا إلى صوابكم، وألتجئوا إلى فقهاء الإسلام، وعلماء الحوزة النجفية الشريفة وفروعها، واستفتوهم في كل صغيرة وكبيرة، عمّا يتعلق بأسلوب الحياة، ومرافقها العامة والخاصة، وعليكم بالجد في كسب الثقة، لنعيد للإسلام هيمنته، وللدين سلطانه، وإلى البشرية راحتها، بعيدين عن التقليد الأعمى لأسلوب حياة الآخرين).
من توصيات المرجع الديني، السيد صادق الشيرازي ـ دامت بركاته ـ عام 1428 هج، قال:(من مسؤولية الآباء العراقيين، حفظ أبناءهم وتوعيتهم، وإنقاذهم من المخاطر الداهمة، في ظل أنخفاض معدلات الزواج، وفي ظل السهام القاتلة التي ترميها الفضائيات في كل لحظة نحو أدمغة الشباب وغرائزهم.
فاللازم على الجميع وخاصة ذوي المناصب الأجتماعية والروحية، أن يبذلوا قصارى جهدهم لملء الفراغ، وبالطرق الصحيحة والمجدية، ليجد الشباب العراقي البريء، بديلاً عن كل المساوئ والتفاهات، وليكون عامل بناء لمستقبل العراق، بدلاً من أن يتحول إلى وسيلة هدم وتخريب).
في واحدة من محافظاتنا الجنوبية العزيزة، وفي خلال السنتين الماضيتين، وقعت جرائم فيها، من خمسة إلى ستة، في صفوف الشباب خاصة، خطف ثم أغتصاب ثم قتل، وخصوصاً عند أصحاب الجمال، نتيجة الضياع الأخلاقي، وعدم مراقبة الأهل لأبناءهم ومحاسبتهم، عند تأخرهم لساعات طويلة في الليل، والاعتكاف في المقاهي، لممارسة الانترنت، وما يحويه من أفكار ضالة، ومواقع أباحية.
حتى أنه يجري الحديث عن بعض تلك المقاهي، بأنه تستخدم الحشيشة في( النارگيلة)، وهناك بيع وشراء على اللواط، وكل هذه نتيجة صحبة السوء، التي قال عنها الأمير عليه السلام:(إياك ومصادقة الفاجر، فأنه يبيعك بالتافه)، والأبتعاد عن الدين، والاخلاق السامية التي جاء بها النبي وأهل بيته( صلواته تعالى عليهم)، وإهمال الآباء والأمهات لأولادهم، بعد 20 عاماً من التعب والشقاء، يتركوه للمقاهي، ثم يجدونه مقتولاً مرمياً في الشارع، وآسفاه!.
هذا ما حذرونا علماءنا من مخاطر الغزو الثقافي، فعلى الأهل الحفاظ على فلذات أكبادهم، ومراقبتهم في كل صغيرة وكبيرة، ونهيهم عن مرافقة أصدقاء السوء، كما على الحكومات المحلية، أن تجعل وقت محدود للمقاهي الليلية، وليس لساعات طويلة تبقى مفتوحة.. والسلام.
https://telegram.me/buratha