المقالات

رقية: لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليكِ!/ امل الياسري

3370 11:45:05 2015-10-26

الكاتبة: أمل الياسري لم تسجل يوماً لحظة إنتصار للقوة على الحق، كما سجل التأريخ هزيمة يزيد عليه اللعنة، وهذا ما شهدته ليلة الحادي عشر من محرم الحرام، فمع فراق الأجساد الطاهرة، وملحمة الرؤوس الشريفة، الشامخة على أسنة الرماح، هناك عمل بطولي قامت به أم المصائب، زينب عليها السلام، وهي تدور بين الأطفال والعيال، فروحها تتراكم حولها غيوم الأحزان، وعواطف الذكريات الأليمة، وبين ضجيج الباكين، وعويل المنتحبين، صنعت كربلاء من العائلة الكريمة، نشيد الزمان الخالد، على مر العصور والدهور!  بين سجلات الزمن الحسيني، وأوراق التأريخ الكربلائي، وكلمات الصبر الزينبي، توجهت طفلة في ليلة موحشة، من أيام الأسر في الشام، وتوجهت لعمتها قاصدة معرفة الحقيقة، محركة لقضية رأس مسجى بلا جسد، في لحظات حزينة بطشت مغطى، فكان مصير الطفولة مرهوناً بالرأس المقدس، فتوجهت رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام الى الحقيقة، مع أن جواب أهلها إن أباك في السفر، (يقصدون سفر الآخرة)، لكنها سابقت الليل والمنام، فروت قصة من قصص أطفال كربلاء، في رحلة الكرامة!  إن مظلومية الطفلة رقية بنت الحسين عليهما السلام، تكمن في إظهار الحقد الأموي، تجاه البيت العلوي، والذي تميز به يزيد الطاغية، حيث أزعجه سماع بكاء الطفلة، ونحيبها لفراقها عن والدها، فالعلاقة بينها وبين أبيها، كانت لا سابقة لها في الحنو والعطف، إلا جدتها الزهراء عليها السلام، والتي كانت تعرف بأُم أبيها، حيث حملت همومه وآلامه، وحان لرقية أن تتبوأ هذا المقام، فأصبح لجسدها قبر يزار، ولم يعد هناك قبر يذكر لقاتلها، الطاغية يزيد عليه اللعنة! لقد توجهت السيدة رقية بكرامتها ومظلوميتها، الى جميع أتباع أهل البيت في الدول الإسلامية: أن إجعلوا يوم إستشهادي، يوماً للطفولة العالمية، التي إغتالتها يد الحاكم الأموي الحاقد، حيث جعل من ترويعها بهذه الطريقة، وإحضار رأس أبيها الطاهر أمام عينيها الباكيتين، لهو أمر مهول ولطفلة بعمر الخمس من السنوات، فأية طفولة وئدت؟ وأي جرم أذنبت؟ فكل ما طلبته رؤية والدها،الذي أرهقها البعد عنه، فبات الصراخ صراعاً، لتقييم الخاسر والمنتصر، بين العلوية رقية، وبين يزيد الطاغية! قبر يتيمة الحسين عليه السلام، ضريح حرك الضمائر والقلوب، وهز الوجدان من الأعماق، من كل المذاهب والطوائف، لأن مرقدها يحكي قصة ألم الفراق، ووداع لأب حنون، وبطريقة وحشية، ففي الشام قبرها يتجدد، وكراماتها تسمو بعليائها نحو السماء، التي إستقبلتها بكل الأسى، ما بين باكٍ وباكية، وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، تنتظر قدوم الرأس مع الجسد، في لقاء أبوي كفرحة البتول بلقاء أبيها، صلواته تعالى عليهما، فسلام عليها يوم ولدت، ويوم إستشهدت، ويوم تبعث حية! ينبغي أن تكون الرسالة قد وصلت، ومفادها أن كل مَنْ يسمع ببشاعة، ما أرتكبه الطاغية يزيد، بحق هذه الشفاه العطشى، وهي تلتقي بشفاه أبيها الذابلتين، المضرجتان بالدماء الزاكية، فتعلن رحيلها للحياة الأبدية، وهنا لابد لنا من إعلان، مظلومية أهل البيت، وقصة إنتصارهم وتضحياتهم لكل العالم، ولنبدأ بالطفلة التي تسلب منها طفولتها رغماً عنها، فلنتكلم في الأمم المتحدة، والمنظمات الإسلامية، وحقوق الإنسان، ومحاكم العدل، وليعلموا أن الإسلام لا يريد دولة بلا أطفال، ولا حياة بدون الحسين!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك