يبدو أن مهزلة الإصلاحات أصبحت شعار المرحلة لكل من هب ودب من القوى السياسية العراقية ، فالكل يطالب بإصلاحات على وسائل الإعلام ، ولكن الأغلبية ترفض ذلك من الأعماق ، لان مصالحها تتضرر ولا يهمها مصالح الشعب .أين العدل والمساواة بين أبناء الشعب العراقي الواحد ؟!! وأين القوانين التي وعدتم الشعب بتطبيقها لخدمته ؟!! وأين الشفافية والمصداقية التي تتكلمون عنها ؟!! كلها كذب .. في كذب .. ويل للمكذبين .
لو كنا لا نرى ولا نسمع الفساد الذي أنخر الدولة العراقية ، لما ظهرنا بمظاهرات بمشاركة مختلف شرائح الشعب ومدعومة من المرجعية الدينية الى محاربة الفساد والمفسدين
فلم أرى في حياتي مثل هؤلاء السياسيين الفاشلين الذين حكموا العراق بعد التغيير الذين يماطلون في أجراء الإصلاحات من اجل أن تسير سفينة العراق نحو الأفضل ، ولكنهم يلعبون مع الشعب لعبة القطة والفأرة .
قلنا .. ومازلنا نقول بالفم المليان أو المتروس ، أن الإصلاحات حق جماهيري شعبي نؤيده ونباركه وندعو الجميع له حين تكون هناك ضرورة له ، والأسباب تدعو إلى أجراءتها . وإما أن نعيش في بئر الفساد وتجعلنا كمواطنين في دائرة من القلق والإحباط من هذا النظام السياسي فذلك أمر لا نقبله . لأننا لا نريد أن نبقى أسرى لبعض الفاسدين والحراميه والفاشلين الذين لا يريدون العودة إلى الرشد والعقل بعد أن فقدوا بوصلة العراق تعمدا واستكبارا وحبا في سرقة المال العام ضارا لحياتهم السياسية والوظيفية .
لقد كانت السرقات والفساد للمال العام عبر الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ولكن تلك الحكومات لن تحرك ساكنا اتجاه الفاسدين والسراق بل كانت جزء من حمايتهم بكل الوسائل القانونية وغير القانونية ، وسارت تلك الحكومات باتجاة المعاكس من رغبات الجماهير التي انتخبتها ، فلم تحترم حتى المنصب . فأي ممارسة حكومية هذه ؟!! وأي دور تنفيذي مارسته هذه الحكومات اتجاه الفاسدين ؟!!
قد يعتبر بعض السياسيين الفاسدين أن الحصانة تمنع من مساءلته عن الفساد الذي اقترفه ، نقول أن جميع أشكال الحضانات قد نفذت أمام المطالب الجماهيرية الشعبية لكل الفاسدين مهما كان انتماءه السياسي والمذهبي والقومي وأن مساءلته ومحاكمته سوف تتم أجالا أم عاجلا ، ولن يقبل الشعب ولا المرجعية الدينية أن يبقى الفاسد والفاشل أن يمارس عمله ، لأنهم أوصلوا الشعب الى مواقف لا يحمد عقباها .
ليست البطولة أن نفتح ملفات الفساد على صغار الموظفين ، بل على الحكومة الحالية أن تفتح ملفات الفساد على مصارعيها وخاصة أمام كبار الفاسدين . وان هذا العمل كله إفلاس ولا يعود على الشعب بالفائدة ما لم يرى كبار المفسدين في قفص الاتهام .
أن مسرحية الإصلاحات أتمنى فيها أن أرى السيد العبادي يضرب بقوة من حديد كما دعوته المرجعية الدينية كل الفاسدين وخاصة الكبار منهم ، وأن لا يكون غدا حين يفقد الدعم الشعبي والمرجعي عاجز عن محاربتهم وتقديمهم الى القضاء بحجة الانتماء السياسي والتوافقات السياسية ، فأن تأجيل اليوم لا ينفعك غداً ، وأن الانتماء السياسي لا يمكن أن يجعلك بطلا أو زعيما سياسيا للعراق ما لم تكن لك مواقف بطولية مساندة لمطالب الجماهير بإجراء الإصلاحات وضرب الفاسدين .
نقول .. عودوا إلى صوابكم .. ومارسوا دوركم بالعقل الراجح والرؤية النابعة من الحرص العام على مصالح شعبكم ، وابتعدوا عن مصالحكم الشخصية والحزبية .. لأنكم مصختوها .. كلش ولم تجعلوا في حياة العراقيين فيها ملح .. حتى يتذوق بقاءكم في سدة الحكم . فهل فهمتوا ؟!!!
https://telegram.me/buratha