قال تعالى: "كّذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ , إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ , إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" من آية 176- 178سورة الشعراء.
كما أمرنا الخالق جلَّ شأنه بإحياء شعائره, فوصفها بأنها من تقوى القلوب, كما في الآية" 32 من سورة الحج", فكلمة التقوى قد وردت في القرآن الكريم, بعدة صِيَغٍ" 258" مرة, ليؤكد أهميتها القصوى.
الشعائر جمع شعيرة, وهذا يعني أن الإحياء, لا يقتصر على شعيرة الحج, كونها مفردة, لذا فإن علينا البحث عن الشعائر الأخرى, لتأكيد الباري عز وجل, على ان نكون من المتقين, كون التقوى هي, حماية النفس مما تخاف
يدلنا الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول: " أحيوا أمرنا", إلى شعيرة من الشعائر, وهي إحياء أمر آل البيت النبوي, عليهم الصلاة والسلام, وليس هناك أكبر من ذكر مصيبة الطف, التي واجه بها الحسين عليه السلام, مع تلك الفئة من المتقين, الظلم والفساد وشذوذ الفكر الأموي, عن جادة الحق التي أرادها الخالق الكريم, فضحى وأصحابه التقاة المؤمنين, بأغلى وأنفس ما يملكون, فالجود بالنفس أسمى غاية الجود.
إن ثورة الحسين عليه السلام, ما جاءت إلّا لترسيخ الهدف الرئيسي من الرسالة, وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور, وإيجاد التغيير والاصلاح الاجتماعي, وما شعيرة ذكر المصيبة وتعددها, إلّا للتذكير بالإيمان الحقيقي, وهي ممارسة لقول كلمة حق, بوجه الحكام الظالمين, ومن يعتقد أن سبط الرسول, صلوات ربي عليه وآله, خارج على إمام زمانه.
لقد جاد الحسين عليه السلام بنفسه, وأولاده واخوته وأصحابه, من أجل الدين, ولم يبايع على حكم الفاسدين والظلمة, حيث مقولته مشيرا ليزيد بن معاوية: "ألا إن الدعي ابن الدعي, قد ركز بين اثنتين, بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة" وقال روحي له الفداء: الموت أولى من ركوب العار -- والعار أولى من دخول النار.
فما أحوجنا للتذكير, عسى أن نجد حسينياً حقيقياً, يقودنا لإصلاح حقيقي, ينقذ الأمة من فساد المفسدين, الذي سلبوا البيعة من الناس, بطرق شتى للسيطرة على الثروات, واتخاذ سياسة التجويع, كما فعل بنو أمية بالكوفة.
وإنا كمؤمنون بإحقاق الحق, وأن الخالق لن يترك خلقه, فإن في كل زمان يوجد يزيد, فإن هناك حسينا ينتظر النُصْرة, فالشعائر نور هدىً, لإحقاق الحق.
https://telegram.me/buratha