المقالات

موقف بني أمية من الشعائر الحسينية

1318 01:56:23 2015-10-24

كان الموقف الأموي من الشعائر الحسينية, متلازم مع موقفهم السياسي, حيث العداء المعلن, لأهل بيت النبوة (ع), فهم يدركون جيدا مكانة أهل البيت العظيمة, أمام ضحالة نسبهم وتاريخهم, فكان العداء لكل شيء يرتبط بأهل البيت, فالإمام الحسين (ع) يمثل العدو الأكبر لبني أمية, فهو خرج لحربهم, ليقيم العدل, حيث كانت حركة الحسين لاستنهاض الأمة, وتثبيت موقف تاريخي, يكون عنوان كبير لكل الأجيال اللاحقة, فكانت الثورات تنطلق, رافعة شعار يا لثارات الحسين, ثورات طالبت بالعدل, وأبعاد المفسدين من الحكم.
الشعائر الحسينية شكلت قلق كبير للأمويين, لما تمثله تلك الشعائر, من إشعال نار الثورة في قلوب الناس, لذلك سعى بني أمية, إلى محاولات حثيثة, لطمس معالم الثورة الحسينية, عبر خطوات خبيثة, من أهمها:

اهتمام الأمويين بالجانب الإعلامي, حيث عملوا على تفعيل الأعلام المضاد للثورة العاشورائية, فجعلوا من يوم عاشوراء يوم فرح وسرور, للتغطية على جريمة العاشر من محرم, والتقليل من حجمها, وصرف الرأي العام عنها, وكي يحاربوا مظاهر الحزن, وشعائر التعريف بالثورة, فالاموييون هم أول من احتفل بيوم عاشوراء, بالاعتماد على رواية مكذوبة, وضعها رواة السلطة, ومع الأسف لليوم تجد صداها هذه الرواية, بسبب غفلة جزء كبير من الأمة, عن تاريخها.

عمل الأمويين, على تثبيت روايات مدسوسة كثيرة, عن حرمة زيارة القبور, وحرمة البكاء على الموتى, وحرمة الخروج على الخليفة, فقط للتشويش على الأمة, كي لا تلتحق بركب الثورة, ولتغييب حركة الحسين عن التأثير, في مستقبل الأمة, فنشط البلاط الأموي في طريق الدس, عبر ثلة من الوضاعين, الذين دينهم الدينار, فانتشرت الإخبار المكذوبة عن النبي, في البلاد الإسلامية, في زمن كان رجال الشيعة مطاردين ومغيبين, مما سمح بأكاذيب البلاط, إن تنتشر في المجتمعات غير الواعية. 

كان الاموييون مهتمون جدا في التأثير الفكري بالمجتمع, بواسطة رواة البلاط الأموي وأكاذيبهم, لذا لجئوا لمنع زيارة قبر الحسين, ومعاقبة من يزور بالغرامة أو السجن أو قطع اليد أو القتل, فالمسير وبشكل جماعات مع البكاء وقراءة الشعر, والتذكير بخطب ومقولات الإمام الحسين, من أكثر الوسائل تهديدا للعرش الأموي, لذا لجأ ملوك دولة الأمويين إلى المنع, تجنبا لما قد يحصل, من تأثر الأمة وأهل الشام, بالثورة الحسينية وأهدافها, التي تخالف هوى الأمويين.

سلوك الأمويين مازال يؤثر في واقع الأمة, فعصابات داعش والوهابية والإخوان, تنهل من أكاذيب البلاط الأموي, لتعيث فسادا في الأرض, والمنابر الدينية لأهل السنة, في الأردن ومصر وتونس وغيرها, تسكت عن تلك الفريات التاريخية, خوف من العوام , وللحفاظ على مناصبها, مما تسبب بضياع الأمة في أتون نار التكفير, التي تنتقل من بلد لأخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك