المقالات

حكاية "تهذيب" الشعائر الحسينية..! / عبد الكاظم حسن الجابري

3053 12:19:48 2015-10-23

عبد الكاظم حسن الجابري
تبرز كلما اقتربنا من شهر المحرم، سجالات ونقاشات، حول قضية الشعائر الحسينية، وبالأخص شعيرة التطبير.
منشأ هذا النقاش، يأتي تارة من مصادر معادية لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وتارة يأتي ممن ينتسبون لهذا المذهب المبارك.
الشريعة الإسلامية، بُنِيَت فيها الأحكام على الإباحة، مالم يوجد نص يحرم ويخصص تلك الإباحة.
الشعائر الحسينية جزء من الدين، وبالإمكان إرجاعها للموارد الفقهية، وكلا حسب مرجعيته في التقليد، وله إن يعمل برأي مرجعه، الذي يعتفد بأعلميته وعدالته وورعه.
لا تحتاج قضية الشعائر هكذا خصومة، ونزاع، فكما قلنا على المكلف أن يرجع لمرجعه الذي يقلده، وليس عليه أن يجبر غيره على إتباع رأيه.
المشكلة في دعاة إعادة النظر بالشعائر، إنهم تمادوا شيئا فشيئا في الإستبداد بآراءهم، وكذلك تمادوا في توسيع دائرة محاربتهم للشعائر، لتشمل أغلب المراسيم العزائية كالبكاء واللطم وضرب السلاسل.
العنوان الذي إختاره المنادون "بإصلاح" الشعائر، هو "تهذيب الشعائر" وهنا العجب العجاب والسؤال المهم، وهو متى كانت شعائر العزاء غير مهذبة، ليأتي من لا حريجة له في الدين ليهذبها؟!
الشعائر الحسينية هي أصل التهذيب، وهي من علمتنا الخلق الرفيع، وهي من جعلتنا نعرف إنسانيتنا، وعلمتنا الإرتباط بأهل البيت عليهم السلام، الشعائر الحسينية هي من أبرز المصاديق، الدالة على مواساة ال البيت صلوات ربي عليهم، وكذلك من ابرز مصاديق إحياء أمرهم، لتشملنا الرحمة، التي دعا بها صادق ال البيت عليه السلام، حينما قال "رحم الله من أحيا أمرنا".
معادوا الشعائر وللاسف!، أغلبهم من طبقات العوام، وليس لهم حظ من العلم، ولكنهم يزجون أنفسهم، في أمر هو من إختصاص العلماء، الإمناء على المذهب.
أمر مهم لا بد أن نشير له، إن من يتهمون الشعائر، ويدعون "لتهذيبها"، لن ينتهوا إذا تحقق لهم مايريدون، فمثلا اليوم لو تم لهم، وإلغيت شعيرة التطبير، فحتما سيعودون مرة أخرى، لمحاربة شعيرة أخرى، وما الهدف من ذلك، إلا لإطفاء نور الله، المتمثل بالإمام الحسين عليه السلام، ولكن هيهات هيهات لما يتمنون، لإن الأمر مرتبط بالله، والله يأبى إلا أن يتم نوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك