المقالات

بـــــــــــــــــين الســـــــــــطور..سر توالي الإنتصارات في عاشوراء/ واثق الجابري

2103 09:40:24 2015-10-21

واثق الجابري
تتحرك حشود كل عام بعفوية، ويعتقدون أن محرم نهر عطاء؛ يخسر من لا يغترف من ماءه، ويعبرون بشكل مسارح سيّارة وتشابيه وقصص تروي البطولة، تحاكي الحداثة والتطور؛ لتنقل أحداث من 1400 عام، فتحرك جمراتها في قلوب أبت إلاّ أن تتخذ من الحسين ملهماً ومعلماً وقائداً وقمة بين القمم.
أسئلة كثيرة تتحدث عن سر الحب الحسيني، وأمثلة عديدة يستنسخها الزمان عن واقعة عاشوراء ويبقى الزمان متوفقاً ويقول:" لا يوم كيومك يا ابا عبدالله"، و" سلماً لمن سالمكم وحرباً لمن حاربكم".
تجلت كل القيم الإنسانية وقمة ذروة الصراع الإزلي عند الحديث عن واقعة الطف، وهناك قمة التضحية والعطاء، ومشعل التأسي بالمنهج الثوري الإصلاحي، ودعوة صريحة؛ لإعلان الحرب على من خالف منهج النبوة وقيم الإنسانية والأخلاق.
يسأل بعضهم عن أسباب حمل الإمام الحسين عليه السلام لعياله ونساءه، وهو عارف بمصيره الحتمي، وأعداءه لا يرحمون، فيأتي الجواب: أن الإمام أراد الخلود لهذه الواقعة، وأن لا تدفن التضحية في الصحراء؛ فكان الصوت الزينبي وسيلة إعلام تشج رأس التاريخ، وما يزال صداها يصدح ويعطي أثره الى اليوم.
لابد من الإلتفات صورة مميزة هذه الأيام؛ وهي سر توالي الإنتصارات وإنهزام الإرهاب مع إنطلاق عمليات إعادة الإرض العراقية المغتصبة، وتتلخص الصور بأن أولها؛ إصرار المقاتلين على حمل الراية الحسينية، وثانيها إقامة المواكب في جبهات القتال وعلى السواتر، والأخيرة الإستعداد لإحياء تاسوعاء ومعاهدة الأمام الحسين وتجديد البيعة بأكثر من الأعوام السابقة.
يُعبر المقاتلون في الصورة الأولى؛ على أن العدو نفسه وأن تغير الزمان والمكان والأدوات، وأن الدم سينتصر على السيف والذباحين والمفخخات وعصابات الجريمة، وأن الإمام الحسين قائد لأحرار وثوار لا يقبلون الذل والظلم والمفاسد.
في الصورة الثانية موكب أقامته أحد فصائل الحشد الشعبي" سرايا عاشوراء" على الساتر الأول، وتحت نيران سلاح العدو، كخطوة تحدي وإصرار، وكأنهم ينصبون خيامهم مثل إمامهم وهم بمثابة عياله وأنصاره، ويقدمون حياتهم فداء لأرض العراق، وقد صدقوا في قولهم: " سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم".
الصورة الثالثة: الإستعداد السنوي لإحياء يوم تاسوعاء؛ حيث الإختيار والإختبار الإنساني والأخلاقي والإيماني، وتسجيل الحضور في اللحظات الحاسمة، ومنها قرار النفوس؛ أما أن تكون مع الحق أو تنجرف مع الباطل، وأما موت العزة أو حياة الذلة، وإحياء تاسوعاء؛ إثبات العدة والعدد والإستعداد، ومنها نقول نحن حسينيون وسننتصر.
إن الثورة الحسينية أزلية عجنت في تكوين محبيها، ولا يمكن إقتلاع جذورها بالقوة والتشويه، وصداها يرن في قلوب حرة إرتمت بأحضان المنهج الحسيني، وعبرت عن ولاءها وحبها للحق والإنسانية والتعايش السلمي.
الحب الحسيني؛ سر لا يعرفه سوى ثلة من المؤمنين؛ إمنوا بأن عطاء الإمام الحسين فاق المعطيات الإنسانية، ولا يوم كيوم أبا عبدالله.
يبقى التاريخ الإسلامي عاجزاً وناقصاً؛ مادامه لم يستوعب ثورة الإمام الحسين، وسيعاني المسلمون الصراعات الداخلية والتهميش العالمي؛ كلما إبتعدوا عن منهجه، ولكن للعطاء خلود وقصص وأساطير تتناقلها الأجيال؛ بصور بطولية تبعاً لزمانها، وتحاول اللحاق بركب أكبر تضحية في التاريخ؛ وأعظم صبر، ويبكي الموالون على الكرامة الضائعة على أيدي الطغاة، ثم يسطرون مجداً؛ من عزم ملهم العزة والصبر والإباء، وما هذه الصور؛ إلاّ سبب للنصر؛ بتضحية حسينية وصوت زينبي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك